الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه للكاتبه روز امين

انت في الصفحة 393 من 445 صفحات

موقع أيام نيوز


فين يا تيتا
أجابته بنبرة حنون كي تطمئن قلبه علي غاليته 
ماما في أوضة العمليات وشوية وهتخرج إن شاء الله
أشار له عز ليستدعيه حيث تحدث بنبرة حنون 
تعالي إقعد جنبي يا حبيبي علي ما ماما تخرج بالسلامة
تحرك الفتي وجلس بجانب عز الذي وضع ذراعه فوق كتفه باحتواء وبات يربت عليه ليهدئ من نوبة القلق التي أصابته جراء وجود غاليته داخل غرفة العملياتباستفسار حنون تحدثت سهير إلي الصغير

سيبت إخواتك مع مين يا حبيبي
أجابها بنبرة جادة 
سيبتهم مع دادة علية يا تيتا وهي هتاخد بالها منهم كويس
وأثناء حديثهم حضر سراج وبجانبه نرمين التي تحدثت إلي سهير بنبرة هادئة 
ألف سلامة علي مليكة يا طنطإن شاء الله تخرج بالسلامة
بدموعها نطقت 
يارب يا نرمين
جلس سراج بعدما ألقي التحية علي الجميع وتحدث إلي سيادة اللواء 
هو ياسين ما يعرفش إن مليكة بتولد ولا إيه يا أفندم
أجابه بهدوء 
عرف من الدكتور ولسة واصل من شوية
سأله مستفسرا
أمال هو فين
رد طارق علي سؤالة قائلا باقتضاب 
مع مراته جوة في أوضة العمليات
أومأ له بتفهم ثم تحدث إلي سالم مواسيا إياه
ألف سلامة علي مليكة يا سالم بيه
تأثرا بحالته النفسية الناتجة عن حالة قرة عينه رد بنبرة صوت خاڤتة 
الله يسلمك يا سيادة العقيد 
بمنزل اللواء عز المغربي 
صعدت منال الدرج بإتجاهها للأعلي بقلب وعقلا مشتتان تأثرا بما تمر به عائلتها من فاجعة كبري أشعرتها وكأن عقد العائلة إنفرط وصارت حباته متفرقة كل حبة بجهة تغرد منفردة بحالهاأيسل التي باتت تفضل الإنعزال وألتزمت غرفة والدتها لتقبع طيلة اليوم داخلها وما عادت تفضل إنخراطها وسط الجمع العائلي كسابق عهدها
وحمزة الذي إنطوي علي حاله وأنغمس بأحزانه رغم محاوطة عز له إلا أن فاجعة رحيل والدته المفاجئ هزت كيانه وزلزلته
وما أحني ظهرها وأنهي علي ما تبقي من صمودها هو صدمة مدللها والمفضل لدي قلبها في الفتاة التي عشقها وفضلها علي جميع ما قابل من فتياتفمنذ ذاك اليوم الذي أزاح ياسين فيه الستار وكشف عن الوجه القبيح لتلك الشيطانة وهو منعزل بغرفتهفلا عاد يشاركهم طعاما أو جلسات وأحاديث تتم داخل المنزل
تحركت داخل الرواق المؤدي إلي حجرته الجديدة حيث أنه طلب من العاملات أن ينقلن جميع أشيائه الخاصة إلي غرفة جديدة
بعدما حطم جميع محتويات تلك التي عاش بداخلها كذبته الكبري والتي إستمرت لسنواتحطم معالمها وما بقي بها شئ علي حاله
وصلت منال إلى غرفته ودقت بابها فلم تستمع إلي صوته فأعادت دقها للباب ببضع طرقات صاح بعدها قائلا بكامل صوته الغاضب
أنا مش قلت ماحدش يخبط عليا طول ما أنا نايم
أخذت نفسا عميقا وزفرته ثم فتحت الباب لتجده ممددا علي بطنه ملقيا بجسده بإهمال فوق التختإقتربت عليه وتحدثت بنبرة هادئة
مليكة بتولد وحالتها صعبة وأخوك مسافرقوم روح لها المستشفي وأقف مع بابا وطارق
بنبرة صوت خافته عقب علي حديثها وكأن الأمر لا يعنيه 
أنا تعبان ومش قادر أروح لأي مكانإخرجي وإقفلي الباب وراك
هتفت بنبرة حادة 
لحد إمتي هتفضل عامل كدة في نفسكوعلشان مين ده كله!علشان واحدة خاېنة وحقېرة
بصياح حاد هتف غاضبا 
يووووه بقيهو أنت ما زهقتيش من الكلام في الموضوع ده! 
واسترسلت بصفاقة 
قلت لك إطلعي برة وإقفلي الباب وراك
بدموعها هتفت

________________________________________
بنبرة مټألمة 
أنا عملت إيه في حياتي علشان يحصل لي كل ده يا ربي
صړخ بكامل صوته قائلا باستخفاف 
إطلعي كملي ندبك بره لأني مصدع وعاوز أنام
بيأس شديد حركت رأسها يمينا ويسارا وهي تبكي بمرارة علي ما وصل إليه ذاك المصډوم وجعله أكثر حدة وصفاقة مما كان عليه من ذي قبلبإستسلام تحركت خارج الغرفة تاركة إياه غارقا بأحزانه وندمه الشديد علي تسليم قلبه لتلك الخائڼة
بنفس التوقيت بمنزل عبدالرحمن المغربيكان يجلس بجانب وليد وراقية وهالة وهو يتناولون مشروب الشاي الدافئ ومن حولهم يلهو أطفال وليدإستمع إلي رنين هاتفه فألتقطه من فوق المنضدة ونظر بشاشتهعلي عجالة ضغط زر الإجابة عندما وجد نقش حروف إسم شقيقه الغالي وتحدث قائلا
أهلا يا عز
صمت لثواني ليستمع إلي حديثه وأردف معاتبا إياه 
وإزي ما كلمتنيش وبلغتني من وقتها علشان أكون معاكم
إستمع مرة أخرى إلى حديث شقيقه وتحدث بنبرة هادئة تحت عيناي راقية المترقبة بطريقة مريبة
خلاص يا حبيبي أنا جاي لك على طول
أغلق معه وهتفت تلك التي كانت تتسمع علي حديثه والفضول يأكل من روحها ويجعلها تفرك بمجلسها بعدم راحة
ماله عز يا عبدالرحمن
أجابها وهو يلملم أشيائه الخاصة من فوق المنضدة 
مليكة تعبت واضطروا يدخلوها أوضة العمليات علشان يولدوها
يا حبيبتي يا مليكة جملة حنون نطقت بها هالة
أما تلك الراقية فهبت واقفة وتحدثت بحماس 
طب إستنا لما أغير هدومي وأجي معاك
بنبرة أمرة تحدث بما أحبطها 
خليكي مكانك يا راقية
واسترسل متهكما وهو يرمقها بنظرات مستهزئة 
الناس فيها اللي مكفيها ومش ناقصين لسانك اللي زي الكرباج
نظرت هالة إلي وليد وكظما ضحكاتهم التي حضرت رغما عنهما جراء حديث عبدالرحمنفي حين هتفت راقية بنبرة غاضبة معترضة 
أنا لساني زي الكرباج يا عبدالرحمن 
واسترسلت معاتبة إياه 
الحق عليا علشان عاوزة أروح أقف مع أخوك وولاده في شدتهم
بملامح وجه حزينة استطردت بنبرة لائمة كي تستقطب تعاطفه وتجعله يصطحبها معه 
طول عمرك وإنت كاسر نفسي ومقلل من قيمتي قدام إخواتك وستاتهموالوقت قدام إبنك ومراته الغريبة
أنا ماشي قبل ما تفتحي في حوار الصعبنيات اللي ما بيدخلش ذمتي بتلاتة مليم ده نطقها وتحدث إليه وليد الذي وقف وتحدث برجولة
أنا جاي معاك يا بابا
عقب قائلا بتفهم 
خليك إنت يا وليد علشان السباك اللي هييجي كمان شوية بخصوص حوض المطبخ يلاقي راجل في إستقباله
واستطرد بتنبيه
شد عليه في الكلام بدل ما يكروته ويمشي زي المرة اللي فاتت
واسترسل وهو يتنقل بالنظر إلي ثلاثتهم
وبعد ما السباك يمشي إبقي خد أمك وهالة وروحوا إطمنوا علي مليكة بعد ما تولد
أومأ له بموافقة وتحرك الاخر سريعا إلي الخارج
تحدثت هالة بنبرة يملؤها الشجن وملامح وجه حزينة 
ربنا يقومك بالسلامة يا مليكة علشان خاطر ولادك
بكلمات لا تعرف للإنسانية طريق نطقت راقية
هينجيها يا اختي وهتقوم زي القردما تقلقيش إنت قوي كدة عليها
واستطردت بنبرة حسودة 
دي تلاقي المستشفي كلها الوقت واقفة علي رجل واحدة علشان يخدموهاطبعامش مرات ياسين المغربي ومرات إبن سيادة اللواء عز محمد المغربييا حسرة علينا وعلي قلة بختنا جنبهم
واسترسلت ناقمة علي حياتها وسخط ظهر علنا فوق ملامحها وهي تنظر إلي وليد 
دي حتي المرة الوحيدة اللي قلت الزمن هينصفنا فيها وناخد لنا قرشين حلوين نعدل بيهم حياتنا المايلة ديطلع لنا قرد في الموضوع وطلعت البت إرهابية وقتالة قټلة
بيقين وقناعة أردفت هالة شارحة بنبرة هادئة 
إحمدي ربنا يا طنط إن وليد خرج من الموضوع بسلام ومن غير أذيةمين عارفمش يمكن اللي إسمها لمار دي كانت ورطته وجابت رجله في الحكاية وكان زمانه محپوس معاها
أما وليد فكان يستمع لحديث كلتاهما بترقب ثم تحدث إلي هالة متهكما علي حديث والدته 
أمي ولا كان يفرق معاها أروح حتي ورا الشمس يا هالةأهم حاجة عندها الملايين اللي كانت هتطلع لنا من ورا الحية اللي إسمها لمار وإن شالله حتي بعدها يعدموني
جحظت عيناها بذهول وتحدثت مؤنبتا إياه 
يا خسارة تربيتي فيك يا وليدبقي أنا تقول عليا كدة يا واد
واستطردت بوجه عابس لإستقطاب تعاطفه
وأنا من امتي كنت لاقيت حظي مع حد علشان ألاقيه معاك يا سي وليدطالع براوي وناكر لخير الغير زي أبوك بالظبط
أردفت هالة بدفاع عن والد زوجها التي تكن له الكثير من الود والإحترام 
بقي عمو عبدالرحمن ناكر لخير غيره عليه
واستطردت بإبانة 
طب ده عمو حتة سكرة والناس كلها بتشهد بأخلاقه العاليه وتواضعه مع الكل
لوت فاهها إعتراضا علي حديث تلك البريئة وأردفت بحنق وهي ترمقها بنظرات ساخطة 
طب قومي يا حتة سكرة جهزي الغدا وبالمرة إعملي لي فنجان قهوة أظبط بيها دماغي اللي كلتيه بكلامك ده علي الصبح
بملامح وجه عابسة هبت واقفة وتحدثت باعتراض
هو أنا كل ما أقول كلام وما يجيش علي هواكي تهبي فيا وتقولي لي إمشي علي المطبخ 
واستطردت بنبرة حزينة 
والله قربت أحس إني خدامة في البيت ده وعايشة معاكي بتمن لقمتي
خدامة مين يا لولاده أنت مرات وليد المغربي يا بت نطقها وليد مجبرا بها خاطر زوجته الحنون ثم استطرد برجولة 
طب إيه رأيك مش هتدخلي المطبخ النهاردة ولا هتمدي إيدك في أي حاجة
واسترسل وهو يغمز لها بإحدي عيناه مما أسعدها وجعل روحها تتراقص من شدة إبتهاجها 
وخدي الكبيرة كمانأنا عازمك علي العشا برة النهاردة في أحسن مطعم فيكي يا إسكندرية
إستشاط داخل راقية التي وضعت كف يدها فوق وجنتها وهتفت باستهزاء
ولما ست الحسن والجمال بتاعتك مش هتدخل المطبخمين اللي هيعمل الغدا لأبوك وولادك يا سبع البرمبة
اردف بهدوء 
شوفي عاوزة غدا إيه وانا هبعت أجيبه جاهز من برة يا ست الكل
لو كدة يبقي مفيش مشكلة نطقتها براحةبنبرة حماسية تحدثت هالة التي تشعر بأنها تحولت لفراشة راقصة من مجرد عزيمة زوجها
البسيطة
أنا هادخل أعمل لكم أحلا فنجانين قهوة وبعدها هطلع أجهز نفسي للسهرة
قالت كلماتها الحماسية وانطلقت إلي الداخل فتحدثت راقية متهكمة 
روحي يا اختي جهزي نفسكأهو ده اللي إنت فالحة فيه
بنبرة هادئة عقب علي حديث والدته
ما تسيبي البت في حالها وتخرجيها من دماغك يا أم وليددي غلبانة وزي ما أنت شايفةأي حاجة بترضيها وبتبسطها
حولت بصرها إليه وتحدثت متجنبة لحديثه الغير مجدي بالنسبة لها
سيبك من ست الحسن بتاعتك وقولي لي 
نظر لها بترقب فاسترسلت متلهفة بشره
ياسين عطاك كام
إتسعت عيناه بذهول من حديثها اللامعقول وهتف قائلا باستياء 
ياسين مين يا أم وليد اللي هيديني فلوس في
ظروفه اللي ما يعلم بيها إلا ربنا دي!
واستطرد بتضامن موضحا
ده الراجل مش عارف ياخد نفسه من كتر المصاېب اللي عمالة ترف علي دماغه وتنزل واحدة ورا التانية 
بتراجع تحدثت كي لا تظهر بصورة بشعة أمام نجلها
ربنا يكون في عونه يا ابنيأنا ما قولتش حاجة 
واسترسلت شارحة
أنا بس لما لقيتك فاتح في المصاريف إيشي غدا من برة وإيشي عزومة عشا لمراتكقلت يبقي ياسين اداك الفلوس اللي وعدك بيها
لسة ما أدانيش حاجة يا ماماومش وقت الكلام في الموضوع ده قالها بحزم فأومأت له بطاعة وبدلت الحديث بأخر 
عودة إلي داخل غرفة العمليات 
إنتهي الأطباء من إخراج الصغيرة وألتقطها الطبيب المختص بالكشف عن الطفلة وقام بفحصها جيدا تحت انظار ياسين المتمعنة بطفلته التي وما أن لمحها حتي حزن داخله علي حالتهافقد كان جسدها نحيف وصغيرا للغايةأما عيناها فكانت منغلقة وجفناي منتفخان ولا يوجد بهما أهدابا ويرجع ذلك لحضورها للدنيا مبكرا قبل أوان إكتمالها داخل
 

392  393  394 

انت في الصفحة 393 من 445 صفحات