روايه للكاتبه روز امين
رحم والدتهاإنقبض قلبه عليها وخشي خسارتهاوعلي عجالة أخرجوا الطفلة من الغرفة وألحقوها بالحضانة وحقنها ببعض الأدوية كي تساعدها علي التمسك بالحياة
أما أحمد فقام بتقفيل العملية وبدأ طبيب التخدير بإفاقة مليكة التي بدأت بتحريك أهدابها بعدما بدأت جرعة المخدر بالإنصراف عن جسدهافتحت عيناها بتثاقل وكأنها داخل حلمرأت صورته أمامها وهو ينظر إليها ويبتسم بحفاوة لرؤيته لها وهي تفتح عيناها للدنيا من جديد
ياسين
حمدالله علي سلامتك يا حبيبي نطقها بعيناي أظهرت كم سعادته من عودتها إليه سالمةتذكرت حالتها وبعجالة باغتته بالسؤال عن طفلتها
مسك يا ياسينطمني وقول لي إنها بخير
أردف مطمأنا إياها كي يهدئ من روعها
كويسة يا حبيبيخدوها علي الحضانة وبإذن الله مع الرعاية هتبقي كويسة
خرجت من غرفة العمليات فوق الترولي ومازال ذاك العاشق ممسكا بكفها محتويا إياه ليبث داخلها الطمأنينةهرول عليها الجميع وكان أول من وصل إليها هو نجلها الغالي الذي أمسك كفها وتحدث بعيناي مړتعبة علي غاليته
إنت كويسة يا ماما
شعرت بإرتجافة بقلبها عندما لمحت لوعة صغيرها الغالي وارتعابه عليهاوبعيناي حنون طمأنته بنبرة صوت خاڤتة للغاية جراء حالتها
وبرغم تعبها وشدتها إلا أنها سألته مستفسرة عن صغارها
فين إخواتك يا مروان
رد عليها ياسين كي يحثها علي الهدوء والاسترخاء
إهدي وما تفكريش في حاجة غير في نفسك وحالتك يا مليكة
بعد مرور حوالي ساعة
كان يقف ممسكا بكفهاحيث كانت تتمدد علي التخت الخاص بغرفتها التي خصصت لها لتقبع بداخلها طيلة الأيام التي ستبقي بها داخل المشفي حسب قرار الأطباء ونظرا لحالتها الصحيةتحدث إليها عز الذي دخل للتو بعدما ترك المجال للأطباء والممرضات ليتابعوا عملهم
بعيناي تظهر كم التعب الساكن جسدها أجابته بنبرة خاڤتة تأثرا بحالتها
الله يسلمك يا عمو
نظر لها والدها ثم تحرك إليها ووقف بجانب سهير التي تجلس فوق المقعد المجاور لصغيرتهامال علي وجنتها وقام بوضع قبلة حنون فوقها وتحدث وهو ينظر بعيناها
حمدالله علي سلامتك يا نور عين أبوك
الله يسلمك يا بابا
نظر عز علي تلك الراقية الواقفة بالغرفة تتطلع علي ملكية ويجاورها مروان مساندا إياهاتحدث إليها بنبرة خرجت حنون رغما عنه
مالك يا ثرياإنت تعبانة
أجابته بنبرة خاڤتة أظهرت كم التعب الذي سكنها
أنا بخير يا سيادة اللواءما تقلقش
أسرعتا يسرا ونرمين إلي والدتهما بعدما نظرتا عليها ووجدتا لون وجهها مائل للون الأصفر مما يشير إلي إنخاض معدل السكر بجسدهاهتفت يسرا مستفسرة بنبرة مړتعبة
هتف عز سريعا پذعر وهو يقترب عليها
إقعدي يا ثريا وأنا هخلي دكتورة مني تجيب لك جرعة أنسولين حالا وهخلي طارق يجيب لك حاجة تاكليها بسرعة من الكافيتريا
تحرك الجميع إليها كي يطمأنوا علي تلك الخلوقة وبعد مدة إستقرت حالتها وأصطحبها طارق هي ومروان وعاد بهما إلي المنزل كي تأخذ قسطا من الراحة
بعد قليل هاتف رئيس جهاز المخابرات اللواء عز المغربي ليشتكي له ياسين بشكل ودي ويرجع ذلك لصداقة الرئيس بعز ولولا ذلك لأحاله للتحقيق الفوري علي كسره وتعديه الأوامروذلك بعدما علم من خلال مصادره أنه كان متواجدا بدولة ألمانياحيث أنه كشف بعدما
طلب طائرة خاصة من الجهاز لتقله علي وجه السرعة ليصل إلي مصرأبلغه الرئيس عن بعض الهواجس التي هاجمت تفكيره وخشيته من أن يكون السبب وراء ذهاب ياسين إلي ألمانيا هو أنه يبحث عن قاټل زوجته بعيدا عن التنسيق مع الجهازوأخبره أيضا أنه يخشي خسارة الجهاز
________________________________________
لشخص مثل ياسين إذا تم تصفيته من عناصر تابعة لتلك المنظمة الإرهابية إذا ما علموا بتواجده هناك
بزيف أخبره عز أن نجله ذهب لتحويل أوراق صغيرته من جامعتها إلي القاهرةفطلب منه الرئيس بأن يجلب له ياسين ويأتيا معا لزيارته ليتناقشا بالأمر فيما بينهما وبشكل ودي
بدولة ألمانيا
وبالتحديد داخل حديقة سليم قاسم الدمنهوري وقبل غروب شمس اليوموسط أجواء رائعة تتسم بالبهجة والسرورتجلس فريدة وتجاورها أسما صديقتها واطفالهم يلتفون جميعهم حول الطاولة المستطيلة المتواجد عليها أصنافا عدة من المقبلات والخبر
أما سليم وصديقه المقرب علي غلاب فكان يقفان أمام مشواة اللحم الموضوع فوقها اللحم المتبل بأنواعه ويتابعا تسويته علي الفحم لتقديمه إلي أسرتيهما الصغيرتان
هتفت أسما بنبرة عالية لتحثهم علي الإسراع
هو إحنا مش هناكل النهاردة ولا إيه يا أساتذة
واستطردت بدعابة
الولاد أكلوا الطحينة والعيش حاف من جوعهم
عقب زوجها علي حديثها لائما بعذوبة
هو انت دايما كدة مستعجلة علي كل حاجةإصبري يا مدام علشان تاخدي حاجة نضيفة
أردفت فريدة بطرفة
يارب بس بعد كل الصبر ده ما تحرقوش اللحمة زي المرة اللي فاتت وترسي في الآخر علي تونة معلبة
تصدقوا بالله إنتوا ما بيطمر فيكم حاجةصدق اللي قال عليكم عاملين زي القطط بتاكلوا وتنكروا نطقها سليم لائما بها فريدة التي أطلقت ضحكاتها هي وأسما
نظر علي إلي نجله سليم الذي بلغ الحادية عشر من عمره واصبح فتي واردف قائلا بتكليف
سوليهات الأطباق إنت وعلوة وتعالوا خدوا اللحمة
وضعت تلك الصغيرة كفها فوق فاهها وهي تكظم ضحكاتها علي ذاك الذي كان يوبخها منذ القليل علي مناداته بذاك الإسم وطلب منها پتعنيف بألا تنطق بذاك الاسم أمامه من جديد
رمقها بحدة وباعتراض حاد هتف بنبرة غاضبة وهو يجذب ذاك الصحن المستطيل من فوق المنضدة بحدة ويتحرك في طريقه إلي والده
أنا قلت لحضرتك قبل كدة إني ما بحبش حد ينده لي بإسم سولي ده
واستطرد برجولة مبكرة
أنا راجل يا باباومافيش راجل بيتقال له يا سولي
بتفاخر وانسجام هتف سليم قائلا
عاش يا سليمراجل بجد
إنتعش داخله من مدح ذاك الذي دائما يعتبره غريمه ومزاحما له في حب تلك الصغيرة التي عشقها بمفهومه الضيق للعشقمنذ أن رأها تنطق بحروف إسمه بعامها الثاني
بعد قليل كان الجميع يتناول الطعام بشهية عالية ويرجع ذلك للأجواء الجميلةتحدثت فريدة إلي كلا المتجاوران بالجلوس
تسلم اديكوا يا هندسةاللحمة حلوة أوي والسوي بتاعها مظبوط جدا المرة دي
أجابها وهو يقتطع بالشوكة والسکينة من شريحة اللحم المتواجدة بداخل صحنه
بألف هنا يا حبيبي
إبتسمت له وشكرته بعيناها ثم إقتطمت قطعة من اللحم وتحدثت إلي أسما
لينا فترة ما أتجمعناش علي الأكل
في البيت بسبب الشغل ودراسة الولاد وتمريناتهم
واستطردت بحنين
حقيقي كانت وحشاني اللمة واشتقت لها جدا
تحدثت أسما مؤكدة علي حديثها
فعلا يا فيريلمتنا وحشتني قوي
تحدث علي غلاب إليها بفكاهة
هانت خلاص يا باشمهندسةالأجازة الصيفية قربت وهننزل نقضي أجازتنا في مصروخدي عندك شهر ونص بحالهم تجمعات وخروجات لحد ما هتزهقي
بنبرة حماسية عقبت أسما علي حديث زوجها
أنا عن نفسي مستنية الاجازة تيجي علي ڼارنفسي أتكلم مصري مع ناس غيرنا بقي
هتفت الصغيرة قائلة ببرائة
إحنا إتكلمنا مصري مع الضيف اللي إتعشي معانا إمبارح بالليل
بغيرة شاعلة رمقها الفتي بنظرة حادة متوعدا إياها علي جلوسها والحديث مع أحدهم حتي من قبل أن يستمع لتفاصيل الحكايةمما جعلها ترتعب وتعض أصابعها ندما علي ما تفوهت به أمام ذاك الغيور
إرتبكت فريدة بعدما رأت علامات الضيق إرتسمت فوق ملامح سليم التي تحولت إلي حادة بعد تساؤل علي المستفسر
ضيف مصري
شعرت بالخجل من حالها فكان يجب عليها أن تؤكد علي طفلاها بألا يتحدثوا أمام أحدا عن زيارة ذاك الغريب لهمهتف علي مؤكدا علي حديث شقيقته
آه عمو المصريجه واتعشي معانا كمان
ده مين ده يا سليم سؤال فضولي وجهه علي لصديقه الذي رد باقتضاب
ده عميل شغال هنا في شركة بتاعة واحد صاحبهوكان جاي يستفسر عن نظام كاميرات المراقبة عندنا في الشركة وعن الأسعار
واسترسل سريعا لينهي الحديث بذاك الموضوع الأمني البحتمختصا بحديثه أسما
جبت لك البسبوسة من المحل اللي بتحبيها منه يا أسما
ميرسي يا سليممتشكرة قوي نطقتها بحفاؤة واستكمل الجميع تناولهم للطعام مع تبادلهم لبعض الأحاديث الشيقة
ليلا داخل المشفي
كان يجاور زوجته الجميلة بجانب والدتها بعد أن ذهب الجميع واتجه كل الى وجهتهأصر ياسين علي المبيت بصحبتها ليؤازرها ويخفف عنها وطأة حزنها الذي أصابها جراء ما حدث لطفلتها الوليدة
أما ياسين فقد ذهب عصرا إلي منزله كي يطمأن علي أولاده وثريا التي أصابها الإرهاقوأيضا أخذ حماما دافئا أزال به إرهاقه وعاد من جديد إلي المشفي ليطمأن علي حبيبته وصغيرته
التي من المفترض أنها أنارت بوجودها عتمة ليله لكنه لم يشعر بذاك لشدة خوفه من فقدانها وحينها ستحزن حبيبتهوأيضا لأسبابه الكثيرة المحزنة من حوله
كان يجلس بالمقعد المجاور لهاممسكا بكف يدها ليمدها بالقوة من خلال ضمتهدخلت الطبيبة وتحدثت وهي تتجه إلي المحلول المعلق وتستعد لأن تضع داخله أحد الأدوية المسكنة عن طريق الحقن
عاملة إيه يا مليكة
أجابتها بخفوت
الحمد لله يا دكتورحاسة نفسي أحسن
سألتها الطبيبة من جديد
طب أخبار المغص والصداع إيه
عقبت بهدوء
المغص راح الحمد لله والصداع خف كتير عن الأول
أمسكت يدها ووضعت به جهاز مقياس الضغط ثم تحدثت بنبره تفاؤلية وهي تنظر علي الرقم
الضغط نزل كثير الحمد لله
واسترسلت شارحة بحماس
لو فضلنا على كده يومين بالكتير وهتروحي البيت إن شاء الله
سألها ياسين باستفسار
أفهم من كدة إن حالتها إستقرت يا دكتور
بهدوء ردت
الحمدلله يا سيادة العميدضغط الحمل ما يقلقشبينزل بمجرد الأم ما بتولد
سألتها تلك الحزينة بقلب مترقب
وبنتي يا منى
نظرت لها منى وابتسامه بشوش إرتسمت فوق ملامحها وتحدثت بنبرة يملؤها التفاؤل
أنا مش عاوزاك تقلقي ولا تخافي بخصوص البنت يا مليكةإحنا ياما ولدنا حالات أصعب من حالة بنتكوبعد ما بيقعدوا في الحضانه كام يوم بفضل ربنا بيخرجوا وبيبقوا زي الفلخليكي في نفسك وفي حالك علشان اللبن لا قدر الله ما ينقطعش من الزعل
واسترسلت لتحميسها
ولا عاوزة بنتك تخرج من الحضانة ما تلاقيش لبن علشان تشربه
ربنا يطمن قلبك يا دكتورة جملة نطقتها سهير ثم تحدثت إلي إبنتها
إرمي حمولك علي الله يا بنتي وإن شاء الله مش هيخزلك
نطقت بيقين
ونعم بالله يا ماما
خرجت الطبيبةوضع ياسين كف يده فوق وجنتها وتحدث بحنان
حاولي تنامي شوية يا حبيبي علشان جسمك يرتاح
بردوا مش هتروح تنام في البيت جملة حنون نطقتها بعيناي متوسلة عقب عليها بصرامة
ريحي نفسكقلت لك مش هسيبك لا انت ولا مسك
خرجت منها إبتسامة خفيفة وتحدثت
ربنا يخليك ليا يا ياسينوتفضل دايما سندي وأماني
ويخليكي ليا يا قلب ياسين نطقها وملس علي خدها بحنان فابتسمت له وأغمضت عيناها في محاولة منها للنوم
ليلا
داخل حجرة المكتب الخاصة بمنزل سليم قاسم الدمنهوري المغلقة عليه جيدا
كان يتحدث عبر الهاتف مع أحدهم الذي دق له وسأله عن ما إذا كان لديه علم بچريمة مقټل زوجة رجل المخابرات المصري فتحدث سليم بلغة ذاك المتصل
نعم سيدي لقد علمت بأمر تلك