الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه للكاتبه روز امين

انت في الصفحة 392 من 445 صفحات

موقع أيام نيوز


عائداحولت بصرها إليه تنتظر قطع صمته الذي دام
الكثيروبعد أن يأست قررت هي أن تقطع الصمت وتبدأ بالحديث 
لحد إمتي هتفضل تعاقبني يا سراج
نظر لها وبعيناي حزينة لاجلها تحدث شارحا 
أنا مش بعاقبك يا نرمينأنا بدي لك فرصة علشان تقدري تقرري وتشوفي إنت عاوزة إيه بالظبط
واسترسل برصانة 
علشان لو حياتنا رجعت زي ما كانت وقتها مش هيكون فيه فرصة تانية للرجوع

أردفت قائلة بتأكيد 
وأنا بقول لك إني إتأكدت خلاص من مشاعري ناحيتك يا سراجأنا مش عارفة أعيش في البيت من غيركعاوز إيه تأكيد أكتر من كدة
عقب بسؤال متعطش لإجابة بعينها 
مش يمكن يكون إشتياق للتعود مش لشخصي
أجابته باعتراض حاد 
أنا مش صغيرة علشان ما أعرفش أفرق بين شعور التعود وشعور الإحتياج والحب يا سراج
واسترسلت بعيناي صاړخة 
إنت ليه مش قادر تفهم إني محتاجة لوجودك في حياتيأنا إتأكدت إني بحبك بجدإكتشفت إن حياتي من بعدك فاضية وملهاش قيمة
أنا وعلي ورائف ناقصنا كتير قوي من غير حنانك
بعيناي يسكن بها حنانا فائضا سألها 
بجد يا نرمينيعني إنت فعلا بتحبيني
بنبࢪة حنون أجابته 
أيوة بحبك يا سراجبحبك وبعد كدة مش هحاول أضايقك أبدا بكلامي
مد يده وأمسك كفاها الموضوعان فوق المنضدة وتحدث بنبرة حنون 
وأنا كمان إكتشفت إني بحبك قوي يا نرمين
واستطرد متعهدا 
واوعدك إني هحاول أغير من نفسي علشان أسعدك
نطقت بسعادة 
ربنا يخليك ليا يا حبيبي
واستطردت مستفسرة بتلهف
هتروح معايا
أومأ لها بإبتسامة سعيدة بادلته إياها بنظرات ولهة
بعد مرور يومانداخل مشفي أحمد المغربي 
كانت غرفتها في حالة من الهرج والمرج حيث إرتفع ضغطها من جديد وباتت تصرخ من شدة ألمها الذي أصابهاأعطتها الطبيبة الأدوية المناسبة لحالتها وتحدث أحمد باستسلام 
لازم نولد النهاردة ضروريكل ساعة هنتأخرها فيها خطۏرة علي الجنين وعلي حياتك
إتصل بياسين يا شريف خليه ييجيأنا مش هولد وهو مش موجود جملة مړتعبة نطقها بدموعها الحارة جراء ألمها ورعبها الشديد علي صغيرتهاتحدث شريف وهو يتحرك علي عجالة 
هكلمه حالا يا حبيبتي ما تقلقيش
حين عقب أحمد المغربي علي حديثها 
أنا كلمت سيادة العميد من أول ما تعبتي من حوالي أربع ساعاتبس للأسف ما ردش علي المكالمةبعت له رسالة وشرحت له فيها الوضع وبلغته إننا إحتمال كبير نضطر نولد في خلال ساعات
شهقة عالية خرجت منها جراء بكائها الحارأما ثريا التي كانت تجاور سهير الوقوف فتحدثت لتحثها علي الهدوء 
إهدي يا مليكةإنت بعمايلك دي هتتعبي أكتر
عقبت منى قائلة بتأكيد 
طنط ثريا عندها حق يا مليكةالتوتر والخۏف اللي إنت فيه ده هيخلي الحالة حرجة أكتروساعتها هنضطر ندخلك أوضة العمليات حالا
بحالة من الإنهيار نطقت بدموع منسابة
لا يا دكتورة أرجوكحاولي تعملي أي حاجة تأجلي بيها الولادة لحد ما ياسين ييجي
واستطردت وهي تهز رأسها برفض أظهر كم رعبها الذي يسكن داخلها 
أنا مش هقدر أدخل أوضة العمليات من غيرهمش هقدر
هتفت سهير بدموع وتوجع لاجل غاليتها 
إهدي يا بنتي حرام عليك اللي بتعمليه في نفسك وفيا ده
هتفت وهي تمسك كف ثريا بعيناي راجية 
كلمي يسرا تجيب لي الولاد أشوفهم يا ماماعاوزة أشوف مروان علشان أوصيه علي إخواته
يا بنتي حرام عليكى اللي بتعمليه

________________________________________
فيا دهحسي بيا وپالنار اللي جوايا بقي نطقتها سهير التي إحتضنت إبنتها وباتا تبكيتان تحت تأثر الجميع ودموع ثريا المتأثرة والتي تحدثت إليها 
خلي عندك ثقة ويقين بالله يا مليكةإن شآء الله هتقومي بالسلامة ومحدش هيربي وياخد باله من ولادك غيرك
بالخارجتحدث شريف إلي سيادة اللواء عز المغربي الجالس بجانب سالم عثمان يترقبان الوضع بقلوب مرتجفة 
وبعدين يا عموسيادة العميد تليفونه مقفول والدكتور بيقول إن لازم مليكة تولد
أنزل طارق هاتفه من علي أذنه حيث أنه يحاول الوصول إلي شقيقه بأية وسيلة وبكل مرة يفشلهتف باستسلام 
أنا مش عارف ياسين قافل تليفونه ليه
خرج أحمد المغربي من الحجرة وتحدث بجدية إلي عز وسالم 
أنا مضطر أولد حالاالضغط عالي جدا وكل ساعة بتعدي فيها خطړ علي حياة الجنينوحياة مليكة نفسها أصبحت في خطړ
تحدث عز علي عجالة 
إتكل علي الله وما تضيعش وقت يا أحمد
أومأ بهدوء وتحدث 
هبلغهم يجهزوا العمليات حالا
واسترسل بملامح وجه مترقبة 
حابب أبلغكم حاجة مهمة علشان تكونوا مستعدين
نظر له الجميع بترقب فاسترسل بأسي 
بنسبة كبيرة جدا البنت مش هتعيشالنبض قل بصورة كبيرةوزي ما انتوا عارفين إنها لسة في بداية الشهر السابع
أطلق عز تنهيدة حارة لأجل نجله الذي بات يتلقي الصڤعات مؤخرا بطريقة مؤلمةإستغفر ربه وبات يناجيه علي أن ينجي تلك المليكة وطفلتها وأن يرفق بصغيره الذي أوجعته وانهكته كثرة الصدمات
بعد مرور حوالي نصف ساعةوضعوها الممرضات فوق المقعد المتحرك بعد أن ساعدوها في إرتدائها للثياب الخاصة المناسبة لإجراء العمليةكانت تتحرك بالمقعد داخل الرواق في طريقها بإتجاة غرفة العمليات تحت أنظار الجميع المؤازرة ودعواتهم المصاحبةوقف والدها وتحدث بعدما وضع قبلة حانية فوق جبهتها عبر لها كم أنه يحتفظ بداخله من حب كبيرا لها 
أنا مستنيكي إنت وحفيدتيما تتأخروش
هزت رأسها عدة مرات متتالية ودمعة هاربة فرت من مقلتيها
رغما عنها نزلت علي قلب سالم أحړقتهبعد بضعة دقائق كانت تستلقي فوق الشزلونج الخاص بالولادةيلتف حولها طاقم من الأطباء يضم دكتور أحمد وزوجته دكتورة مني وطبيب التخدير وطبيب خاص بالأطفال ليستقبل الصغيرة ويطمأن علي حالتها إذا خرجت علي قيد الحياةوطاقم من الممرضات الماهرات لمساعدة الأطباء
بدونه كانت تشعر بأنها طفلة تائهة بصحراء جرداءجسدها يرتجف من شدة هلعهاكم كانت تريده بأن يجاورها ويكون بجانبها بتلك اللحظة الحرجةويستقبل طفلتهما التي حتما ستكون بخير إذا ما إستشعرت وجوده حولهاكم كانت تريد أن يعاهدها بأن يضع أطفالها صوب عيناه إذا حدث لها مكروها ورحلت إلي خالقها حيث دار الآخرة
أخرجها مما هي عليه صوت طبيب التخدير الذي تحدث إليها بنبرة هادئة وطمأنة
ما تقلقيشهتكوني بخير
أومأت له فسألها بنبرة رحيمة
جاهزة
بدموعها أومأت فاسترسل بيقين
إنطقي الشهادة وسلمي أمرك لله
ونعم بالله نطقتها بدموعها
إنتهي الفصل 


بسم الله ولا
قوة إلا بالله 

الفصل الثالث والثلاثون 
قلوب حائرةالجزء الثاني 


ولأنك ساكن الروح والفؤاد والوجدان 
ولأنك النور الذي أضيئ به درب زماني 
ولأنك حلمي الذي حلق وتعلق به خيالي
فدعني أهمس لك وأوحي
بأنك أصبحت لي الكون والسكون والإحتواء
ولقلبي وروحي بت أنت البلسم الشافي 
خواطر مليكة عثمان 

أخذت نفسا عميقا وأغلقت عيناها وهمست بيقين 
أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمد رسول الله 
سلمت أمرها لخالقها وتنفست إستعدادا لمرور دواء التخدير داخل جسدهاوفجأة إستمعت لصوت ضجيجا وكأن أحدهم إقتحم باب غرفة العملياتفتحت عيناها بإرتياب وسريعا وجهت بصرها نحو الباب بذعرلتجده أمامها يهرول إليها بعدما أتي مسرعا من ألمانيا حين إستمع إلي رسالة الطبيب وعلم أن حالة حبيبته أصبحت سيئةعلي الفور تحرك إلي المطار حيث إستقل طائرة خاصة قد أبلغ أحدا من رجال الجهاز لتجهيزها له وفي خلال مدة قصيرة كان محلقا بالفضاء ولهذا كان هاتفه مغلقا
بقلب ملتاع نظر عليها متلهفا وجل أمله تعلق بأن يجدها مازالت واعيةتنهد براحة حين وجدها تنظر داخل عيناه بلهفة لا تقل عن لهفتهتنفست براحة وأبتسامة طمأنة ظهرت بينة داخل مقلتيها
كاد أن يتحرك إليها لولا طبيب التخدير الذي يمسك بيدة الإبرة حيث كان موشكا علي حقن المړيضة بها لولا إقتحام ذاك الھمجي باب الغرفةصاح بنبرة حادة موبخا ذاك الياسين ويرجع ذلك لعدم علمه بشخصه
إنت رايح فين يا حضرة
المكان متعقم وفيه عملية هتبتدي ولا انت مش واخد بالك!
واستطرد محتجا وهو ينظر إلي الجميع 
إيه التهريج اللي بيحصل ده يا جماعة!
بعيناي معتذرة نظر له أحمد ثم أشار له مطالبا إياه بأن يتوقف عن حديثه المحقثم أردف علي عجالة وهو ينظر إلي ياسين 
من فضلك تخرج يا سيادة العميد لأن لازم نبتدي حالا في العملية
أجابه بإصرار وهو يتطلع لعيناها وكأنه يبث لها الأمان ويطالبها بالصمود 
مش هينفع أسيبها يا دكتورلازم أكون جنبها
كاد أحمد أن يعترض لضيق الوقت ولعدم إرتداء ياسين للثوب الجراحي المعقم فتحدثت منى وهي تنظر لزوجها بترجي لدرايتها مدي أهمية تواجد ياسين بجانب تلك المړتعبة 
خليه يحضر من فضلك يا دكتوروجوده هيفرق جدا مع المړيضة وهيقلل من توترها وده هيساعدنا في شغلنا
بعجالة تحدث أحمد إلي إحدي الممرضات الموجودة
جهزي له يونيفورم بسرعة يا إيمان 
بالفعل إرتدي الثوب الجراحي وكان جاهزا بعد دقائق قليلة وتحرك مهرولا إليها ليمسك كفها سريعا وهو يتحدث بنظرات متلهفة 
ما تخافيش يا حبيبي
ما بقتش خاېفة بعد ما شفتك نطقتها بنبرة إلي حد ما هادئة فابتسم لها وشدد من ضمته ليدها وتحدث ليبث داخل روحها السکينة 
أنا معاك ومش هسيب إيدك أبداوزي ما خرجنا قبل كدة أنا وإنت وعز من أوضة العمليات
واستطرد بتأكيد ليبث داخلها روح العزيمة 
بأمر الله هنخرج أنا وإنت ومسك
أومأت له ودمعة هربت من عيناها جففها لها سريعا بكفه الآخر ثم مال برأسه قليلا لليمين يترجاها بعيناه ويطالبها بأن تتحلي بالهدوء واليقين باللهإستمدت من نظراته وكلماته العزيمة والقوة ثم تنفست براحة فتحدث طبيب التخدير إليها من جديد بعدما تفهم طبيعة الوضع
جاهزة يا مدام
أومأت بطمأنينة ثم تنفست ونطقت الشهادة من جديد ونظرت لذاك المبتسم أثناء ما كان يحقنها الطبيب بدواء التخدير الذي سري بجسدهاعلي الفور شعرت بتنمل يسري بوجهها ودماغها وبلحظات كانت غائبة عن الوعي مستسلمه لقدرها تحت إرتجاف قلب ذاك المړتعب الذي بات ينظر لوجهها متمسكا بضمة يدها وكأنه يعطيها القوة والثبات خلال تلك الضمةوما أن بدأ الطبيب بالشروع بالبدأ في العملية حتي شعر وكأن ذاك المشرط الطبي يغرس ويشق قلبه لا بطنها
أبعد ناظريه وثبتهما علي ملامح وجهها الملائكية وبات يناجي ربه ويطلب منه العون والنجاة لحبيبته وصغيرته التي إنتظرها منذ الكثير
والكثير
بالخارج
كان الجميع جالسون يترقبون بقلوب مټألمة داعين الله أن ينجي تلك البريئة وطفلتها ويخرجهما من محنتهما علي خيرتوجهت أنظار الجميع إلي مدخل الرواق وهم ينظرون علي مروان حيث لفت إنتباههم دخوله وهو يتحرك مهرولا بمشيته ويتجه إليهم بعدما علم بحالة والدته
إرتعب داخل شريف وهب واقفا وعلي عجالة تحرك إلي إبن شقيقته بعدما رأي الذعر يعتلي ملامح وجهههتف مروان متسائلا إياه بنبرة مړتعبة
ماما عاملة يا خالو
تحدث وهو يحتويه بذراعيه برعاية 
إيه اللي جابك يا مروان ومين اللي قال لك
أردفت ثريا بعدما وقفت من جلوسها وتحركت متجهة إلي حفيدها الغالي 
أنا اللي إتصلت بيه وقلت له يا شريف 
واسترسلت بنبرة رحيمة
لازم لما مليكة تفوق تلاقي إبنها جنبها
خير ما عملتي يا أم رائف جملة إستحسانية نطقتها سهير من بين دموعها المنهمرة ړعبا علي إبنتها
خرج الفتي من داخل أحضان خاله وتحدث إلي جدته التي إحتوت كفه بحنان
ماما
 

391  392  393 

انت في الصفحة 392 من 445 صفحات