قصة بركه بقلم محمد شعبان
بسبب شغله.. جوزها كان بيسافر ويسيبها بالشهور لكن المشكلة بقى ماكانتش في اخته ولا في اخوه.. المشكلة كانت في محروس نفسه لأنه كان بيشتغل دكتور نسا في مستشفى الجامعة اللي تابعة ليها القرية بتاعته وفي نفس الوقت كمان كان فاتح عيادة في البلد بس لأنه كان فاتح العيادة في بلد ريفية فأهلها ماكنوش بيصدقوا اوي في الطب والكلام ده يعني اي واحدة كان بيبقى عندها مشكلة سواء في الخلفة او غيره كانت بدل ما تروح لدكتور محروس كانت بتروح لدجال يعملها عمل عشان تخلف لو مابتخلفش او عشان حياتها مع جوزها تتعدل لو كانت ملخبطة فبالتالي كان محروس دكتور اه وله قيمة وسط الناس لكنه في الحقيقة ماكنش مرتاح في حياته بسبب قلة الفلوس ماهو مرتبه من مستشفى الجامعة على الكام جنيه اللي بيجوله من العيادة اللي ماحدش بيعبرها ماكنوش كفاية عشان يعرف يعيش حياة مرتاحة هو ومراته وعياله فمع الوقت وقلة الفلوس وضيق الحال ابتدى يظهر على محروس علامات الضيق والفقر لحد ما في يوم من الأيام ووقت ما محروس كان موجود في مستشفى الجامعة جه دكتور للقسم اللي هو بيشتغل فيه الدكتور ده كان اسمه دكتور غريب كان جاي يشرف على حالة كام يوم وهيرجع القاهرة من تاني فلما قابل محروس وشاف شكله المتضايق ولبسه اللي بيدل عن إن مستواه المالي ضعيف بص له بابتسامة خبيثة وقال له..
قعد محروس قصاده وحط وشه في الأرض...
معاك حق يا دكتور غريب انا فعلا حياتي مش مظبوطة الملاليم اللي باخدهم من المستشفى هنا على الكام ملطوش اللي بيدخلوا لي من العيادة اللي ماحدش بيعبرها لأننا في قرية وبالنسبة لهم عيادة دكتور النسا زي الخمارات مابيقضوش مصاريفي لا انا ولا مراتي ولا عيالي الحالة بقت صعبة اوي يا دكتور.. وإن جيت على نفسي النهاردة واستلفت من فلان هيتريق عليا ويقول في ضهري.. مش عيب يبقى دكتور وملو هدومه كده ومش لاقي يوكل عياله وحتى لو سلفني وماتكلمش عليا في ضهري فانا مش هعرف ارد الفلوس اللي استلفتها دي وهبقى محتاج كمان استلف تاني.. انا حقيقي تعبت وبفكر اسيب البلد واهج على القاهرة بس مراتي وعيالي مانعيني.. انا خاېف عليهم دول مايقدروش يعيشوا برة البلد اللي اتعودوا عليها وعلى أهلها ومدارسها انا تعبت يا دكتور.. تعبت ومابقتش عارف اعمل ايه
ولا تشيل هم.. انا عندي الحل
بص له محروس بعيون بتلمع وقال له بلهفة..
الحقني بيه الله يباركلك الحقني بيه قبل ما حياتي تبوظ اكتر من كده وابقى شحات ومادد إيدي للي يسوى واللي مايسواش
قعد غريب قصاده وقال له...
برق له محروس وسأله..
عيادة شمال ازاي يعني!
فشرحله غريب..
عيادة إجهاض العيادة دي واخدها في مكان بعيد عن بيتي وكمان بعيد عن عيادتي الأصلية وحياتي كلها ومش بس كده.. ده انا كمان مسمي نفسي بأسم تاني غير أسمي الحقيقي يعني الدكتور غريب اللي كل الناس عارفاه بنساه اول ما بدخل عيادة الأجهاض وبخلي الممرضة اللي بتشتغل معايا تندهلي بأسم دكتور عواد وقبل بس ما تسألني عن اي حاجة.. خليني اقولك إن انا بكسب منها ملايين الواحدة من دول تيجي تجهض عندي ووراها تجر جيش من معارفها ده غير كمان إن انا معظم الوقت ببقى لابس كمامة وقت الكشف وبتبقى مغطية معظم وشي عشان يعني ماحدش من الستات اللي بيجوا لي يعرف شخصيتي بس حتى لو عرفوا يعني.. عادي هم كده كده مستحيل يقعوا في سكتي وقت ما بكون الدكتور غريب مش دكتور عواد زي ما هم عارفين
فكر.. خد وقتك وفكر بس لو الفكرة عجبتك ماتتردتش تنفذها انت مش هتعمل حاجة حرام.. انت هتكسب كتير اوي وفي المقابل هتخلص البشرية من عيال ولاد حرام ممكن يعملوا في الدنيا دي بلاوي لما يكبروا او يفضلوا عايشين طول حياتهم بوصمة عار مش هتفارقهم إلا مع دخولهم القپر
طب والأخير يا عم بركة.. حكايته ايه!
بص بركة للأخير وابتدى يحكي لي حكايته..
ده بقى حكايته حكاية إسمه عبد الصبور.. لكنه ماكنش صبور أبدا من بعد ما اتجوز مراته بكام شهر ولقاها ماحملتش اټجنن.. زن أهله وأهلها عليه خلوه يلف عند الدكاترة والمشايخ وكلهم قالوا له إن هي وهو مافيهمش أي حاجة ولا معمول لهم أي عمل هي بس مسئلة وقت وربنا هيرزقهم.. بس لأن الأنسان بطبعه مستعجل وتملي بيجري ورا رزقه زي الۏحش ما بيجري ورا فريسته فعبد الصبور الشاب الغلبان اللي بيشتغل مبيض محارة وعايش في حي شعبي من أحياء القاهرة حياته اتقلبت.. بقى على طول متضايق ومخڼوق معظم الوقت بقى يسيب البيت ويقعد على القهوة اللي متعود يقعد عليها مع اصحابه وفي مرة من المرات وبعد ما اټخانق مع مراته برضه بسبب موضوع الخلفة ده نزل قعد على القهوة مع واحد صاحبه وهو متضايق ومخڼوق اوي فلما سأله صاحبه عن سبب خنقته وضيقته حكى له إنه بيفكر يتجوز تاني بسبب إنه ماخلفش من مراته لكن عبد الصبور وهو بيحكي ڠصب عنه بكى بكى لأنه كان بيحب مراته اوي وماكنش عاوز يتجوز عليها لكنه كان هيعمل ايه يعني زن ابوه وامه عليه وكمان تقطيم حماه وحماته له خلوه يفكر في موضوع الجواز من واحدة تانية ده واهو منها يأكد لنفسه إنه ممكن يخلف عادي وكمان يأكد لمراته ولكل اللي حواليه إن العيب منها مش منه بس في الوقت اللي كان عبد الصبور قاعد وبيحكي لصاحبه سمعهم راجل غريب كان قاعد لوحده على ترابيزة قريبة منهم الراجل ده لما سمع كلام عبد الصبور ولقاه بيعيط قام من مكانه وراح قعد جنبه سلم عليه وعلى صاحبه وعرفهم بنفسه بعد ما طبطب على عبد الصبور ووساه طبعا..
انا إسمي غريب.. كنت قاعد على الترابيزة اللي جنبكوا وسمعتكوا وانتوا بتتكلموا وشوفت الأستاذ وهو بيبكي فبصراحة ماقدرتش اتمالك