قصة بركه بقلم محمد شعبان
نفسي لأن دموع الراجل لما بتنزل منه بتبقى غالية اوي وبيني وبينكوا كده قولت بيني وبين نفسي إن انا اجي اساعد واقوله على حل انا عارفه لأني عرفت الموضوع يعني لأنكم كنتم بتتكلموا بصوت عالي شوية
مسح عبد الصبور دموعه وبص للغريب وبلهفة سأله..
حل ايه.. الحقني بيه
جاوبه الغريب وهو بيبص له بابتسامة شيطانية..
في مولد بيتعمل كل سنة في قرية من قرى الأرياف المولد ده بيجي فيه راجل واصل اوي اسمه الشيخ المنزلاوي الراجل ده مافيش حد راحله إلا ورجع من عنده باللي هو عاوزه.. اللي عاوز يخلف بيساعده يخلف بطريقته واللي ضايع منه حاجة بيعرفله مكانها برضه بطريقته برضه ومن حسن حظك بقى إن المنزلاوي ده هيكون موجود بكرة في المولد وانا اصلا من القرية دي وعارف كل اللي بيحصل فيها وبيني وبينك كده ياما ناس من بلدنا كانوا مابيخلفوش ولما راحوا له ساعدهم ودلوقتي معاهم أورطة عيال
في الاول عبد الصبور ماكنش مرتاح لكن مراته اللي كان عليها ضغوطات كبيرة اوي من حماها وحماتها وكانت عايزة ترضيهم وترضي جوزها بأي شكل هزت له راسها بالموافقة فسمع كلامها وخرج ومع خروجه ۏلع المنزلاوي بخور وأول ما البخور ده اشتغل في الفحم القايد.. ابتدت الست تدوخ وأثناء ما هي دايخة فضل يقرا عليها كلام مش مفهوم وبعد كده اداها حاجة تشربها وبمجرد ما شربت من السائل اللي اداهولها وهي حست إنها مش مظبوطة ومافيش ثواني وكانت شبه غابت عن الوعي وقتها قرب منها المنزلاوي اللي كان عامل زي الشيطان وبعد ما خلص اللي كان بينيله... نده على جوزها وقال له إن كده خلاص.. هو خلص الجلسة ولما تفوق هتبقى كويسة ومش بس كده.. ده كمان خلاه دفعله فلوس كتير وأوهمه إنه فك ا اللي مراته كانت معدية عليه بعدها مشي عبد الصبور هو ومراته اللي ماكانتش في وعيها كانت دايخة ومش قادرة تصلب طولها ومن اليوم ده بقى والست حالها اتقلب مابقتش طايقة جوزها ولا طايقة نفسها يعني كل ما كان يقرب منها كانت بتجيلها حالة قيء غريبة واستمرت على الوضع ده لحد ما في مرة رجع جوزها من الشغل ولقاها واقعة على الأرض وجنبها أزازة سايل شالها بسرعة وراح بيها على أقرب مستشفى بس وهو في طريقه للمستشفى الست كانت فايقة شوية كانت يا ولداه بتطلع في الروح وقبل ما يوصلوا بصت له وقالتله وهي پتبكي..
افتكر عبد الصبور إنها بتخرف وكمل في طريقه للمستشفى اللي بعد ما دخلتها بدقايق ماټت الدكاترة ماقدروش يلحقوها لأن جسمها كان ضعيف والسم اتمكن منها وطبعا بعد ما ماټت وعبد الصبور راح للمنزلاوي عشان بعد اللي عرفه من مراته قبل ما مالاقهوش.. المنزلاوي طبعا كان اختفى زيه زي الغريب بالظبط ومن يومها يا ابني وهو على الحال ده اټجنن من بعد مۏت مراته وبقى مجذوب وبيلف على الموالد عشان يلاقي المنزلاوي بس خلاص بقى يلاقي مين المنزلاوي طار زيه زي عقل عبد الصبور بالظبط عبد الصبور اللي انتهى بيه الحال كمجذوب عايش على رصيف السيدة زينب.
لا حول ولا قوة إلا بالله كل واحد منهم كان في إيده يختار كذا طريق تاني غير الطريق اللي اختاره بس الغريب اللي طلعلهم ده كان هو السبب ألا صحيح يا عم بركة هو مين الغريب ده!
سرح بركة وهو بيبص للسما..
الغريب ماقالهمش يختاروا السكة الغلط هو وراهالهم بس وهم اللي اختاروا.. اما عن أصله وماهيته فهو يا ابني باين من أسمه.. غريب غريب عني وعنك وعن البشر كلهم وزي ما رسم الطريق واختفى في حكاية ام نعمة فهو برضه رسم الطريق لما اتشبه في شكل دكتور وظهر لمحروس ونفس اللي عمله مع الاتنين.. عمله برضه مع عبد الصبور ودله على طريق الدجال ودلوقتي بيدلك انت على الطريق اللي انت مش عاوز تختاره بيحليه في عينك وبيقولك روحله.
تقصد مين يعنب!
لكن عم بركة ماردش عليا ده بص لي وابتسم وهو بيقولي..
هقولك هو مين بس بعد ما احكيلك على حكاية صغيرة كده حكاية تخصك.
هزيتله راسي وسمعته وهو بيكمل كلامه وبيقول لي..
سيدنا أبراهيم عليه السلام في مرة راح زار بيت أبنه سيدنا أسماعيل عليه السلام وقتها مالقهوش في البيت هو لقى زوجته.. وزوجته دي ماكانتش تعرف سيدنا أبراهيم عليه السلام ولا تعرف إنه ابو سيدنا إسماعيل جوزها من الأساس فقالها سيدنا أبراهيم إنه عابر سبيل وسألها عن أحوالها وأحوال جوزها.. فاشتكت من العيشة وضيق الحال فلما سيدنا ابراهيم سمع منها الكلام ده قال لها قولي لجوزك لما يرجع إنه يغير العتبة وربنا هيفرج أحواله قال لها كلامه ده ومشي ولما رجع سيدنا اسماعيل ومراته حكت له اللي حصل عرف إن اللي كان موجود هو سيدنا أبراهيم.. ابوه وكمان فهم قصده.. طلق مراته واتجوز واحدة تانية وبعد جوازه من التانية بفترة.. عدى عليها برضه سيدنا ابراهيم وعمل معاها زي ما عمل مع الأولى قال لها انا عابر سبيل وسألها عن أحوالها وأحوال جوزها فقالتله إنهم الحمد لله في نعمة وعايشين في أفضل حال فوقتها ابتسم سيدنا ابراهيم وقال لها قولي لجوزك اثبت على العتبة ومشي ولما رجع سيدنا اسماعيل ومراته قالتله اللي حصل معاها قال لها إن اللي كان بيزورهم هو ابوه وابو الأنبياء سيدنا أبراهيم عليه السلام وأن معنى رسالته إنه يحتفظ بيها ومايسبهاش لأنها حمدت ربنا وشكرته وما اشتكتش من أحوال جوزها الست يا ابني هي غطا بيغطي الراجل والغطا ده لو فضحك سيبه وهات غطا غيره.. وكذلك الراجل برضه الراجل اللي مايسعاش عشان مراته او يسعى في الحړام عشان يعيشها عيشة كويسة لازم الست تنصحه بأنه يبعد عن السكة دي مش تقويه عليها.. أظن يا ابني كلامي مفهوم وأظن كمان إنك عرفت مين الراجل اللي جه وقالك الكلمتين اللي بسببهم كنت بتفكر تمشي في السكة الحړام.. ولو ماعرفتوش فاحب اقولك إنه الغريب اللي رسملك طريق جهنم وفي الأخر راح قعد على الرصيف شوية واختفى ايوة يا ابني هو نفسه اللي ظهر للتلاتة ودلهم على السكة الغلط وهم اختاروها لكن انت بقى لسه.. لسه ما اخترتهاش وخليك متأكد إنك لو اخترتها ومشيت ورا كلامه هتبقى زيهم كده ويمكن أسوء كمان.
معلش يا أستاذ احنا هنقفل دلوقتي عشان صلاة الفجر الحساب عدم اللامؤاخذة.
طلعت من جيبي فلوس وانا بقوله..
حاضر.. حسابي وحساب الراجل الطيب ده عندي.
قولتله كده وانا بشاور على مكان عم بركة لكن ساعتها القهوجي بص للمكان باستغراب ورجع بص لي..
راجل مين يا بيه عدم الامؤاخذة مافيش حد جنبك.. ده انت من ساعة ما قعدت وانت قاعد لوحدك وعمال تبص على المجاذيب وتضحك وتهمس وكأنك بتكلم نفسك انت كويس يا حضرت ولا عندك مشكلة في نفوخك!
بسرعة بصيت على الكرسي اللي جنبي ولقيته فاضي برقت وانا مش مصدق بعد كده قومت وقفت وانا بقول للقهوجي بانفعال..
يا عم وربنا كان قاعد جنبي هنا راجل عجوز وطيب كده اسمه عم بركة وبالأمارة كان لابس جلابية بيضا وكان ماسك سبحة في إيده.
برق لي القهوجي وكأنه مصډوم من كلامي..
عم بركة مين.. عم بركة العطار!.. ده ماټ من يجي سنتين يا أستاذ ده راجل مبروك وكان عنده محل عطارة جنبنها هنا الراجل ده كان متعود تملي يقفل محله بالليل ويجي يسهر هنا قصاد الجامع لحد صلاة الفجر وبعد كده كان بيدخل يصلي الفجر ويروح بيته ألا انت كنت تعرفه واتهيألك إنك شوفته ولا انت شوفته بجد زي الناس اللي بيقولوا إنهم بيشوفوه في محيط الجامع ولا ايه!
اديت للقهوجي حق الشاي وانا بقوله..
ولا ايه.. هي ولا ايه دي.
سيبتله الفلوس ودخلت المسجد صليت الفجر وبعد كده روحت وطبعا مع وصولي للبيت مالقتش مراتي الست هانم كانت خدت هدومها وسابت لي البيت ومشيت وكمان فضلت مصممة على الطلاق لحد ما روحت اتكلمت مع أهلها ولقيت مافيش فايدة لأنها كانت مصممة.. فطلقتها والغريب بقى في نهاية حكاياتي إن انا من بعد ما طلقتها ومابيعتش القضية للمحامي إياه ربنا كرمني أخر كرم.. احنا كسبنا القضية والحمد لله كل اللي شغالين في المكتب اتعرفوا وبعد كده فتحوا مكاتب لوحدهم بعد ما مرتباتهم زادت وطبعا ده اللي حصل معايا انا كمان.. انا فتحت مكتب ليا بعد أقل من سنة وكمان المحامي اللي كنت شغال معاه لما حكيتله اللي حصل من المحامي المنافس وعرف إن انا رفضت