تعود أحداث قصتنا الي شهر اغسطس
الحمراء
دخل صامتا تنسال الدموع من عينيه ثم يسمع صوت عال لغلق الباب الحديدي
العنبر صغير نسبيا ويوجد به خمسة سجناء غيره جميعهم يرتدون الملابس الحمراء
بمجرد دخوله جلس حزينا واضعا المصحف الشريف والبذلة الحمراء بجواره
جاء احدهم وقال له مواسيا هون علي نفسك يا أخ بلاش الأيام اللي باقية لك في الدنيا تقضيها في حزن وهم قولنا بقي أنت أسمك ايه وجاي في أيه
الرجل غير أنك مظلوم كل اللي هنا أول كلمة بيقولوها وهما داخلين هنا زيك كده أنهم مظلومين
وليد والله العظيم مظلوم
الرجل طيب أنا هعرفك بنفسي أنا اسمي لطفي ٥٦ سنة قتل وسړقة بالأكراه واللي قاعد ده همام قتل ٤ من عيلة واحدة والاتنين اللي بيلعبوا كوتشينة دول زكي وشعبان الاتنين جايين في
لطفي بص يا صحبي ما انا قولتلك كل اللي هنا اول لما بييجي بيقول برئ ومظلوم والكلام ده لكن يكون في علمك يا أخ القاضي قبل ما يحكم عليك بالاعد ام لازم تكون كل الادلة ضدك أنك أرتكبت چريمة تستحق العقۏبة دي فعلا من الأخر مفيش حد بييجي هنا الا لما يكون يستاهل الأعد ام
لطفي يعني أنت عايز تقول أنك فعلا برئ سامحني يا أخ انا مش مصدقك
وليد ولا أي حد مصدق أني برئ لكن اقسم بالله برئ
لطفي وازاي برئ وأزاي معرفتش تثبت برائتك أنت مكنش معاك محامي كويس
وليد كان معايا محامي لكن الواد منه لله هو اللي وداني في داهية
وليد أنا يا عم لطفي عملت حاجات غلط كتير
ما قټلت
لطفي ومين الواد اللي بتقول أنه وداك في داهية
وليد اخو زوج ة عيل عنده ١٥ سنة لكن شهادته هي السبب في الحكم عليا بالاعډام
لطفي وازاي القاضي ياخد بشهادته
وليد لأن تقرير الطبيب الشرعي اكد شهادة الواد ضدي و أن الطريقة اللي قال أنه شافني بها هي نفسها اللي في التقرير
وليد أيوه
لطفي يبقي الولد ده هو اللي
وليد أنا متأكد من كده لكن مفيش دليل
لطفي أنت أتحكم عليك النهاردة
وليد أيوه
لطفي ده أول حكم عليك
وليد أيوه
لطفي عموما أنت لسه معاك وقت
وليد أزاي هو المحكوم عليه بيتنفذ عليه الحكم بعد قد ايه
بدأ الارتياح النسبي يتسرب الي ملامح وليد وقال وممكن الاجراءات دي تاخد وقت قد ايه
لطفي ممكن تاخد شهور وممكن سنة واحيانا سنتين وأحيانا أكتر من كده
وليد وممكن تظهر برائتي بعد كل ده
لطفي ممكن طبعا وممكن العقۏبة تتخفض للسجن المؤبد وممكن محكمة النقض تأيد الحكم ويبقي نهائي
وليد ولو المحكمة أيدت الحكم
لطفي يبقي الحكم هيتنفذ
وليد غريبة يا عم لطفي أنك بتتكلم وكأنك متعلم وفاهم قانون !!
لطفي ايه الغريب في كده
وليد لمؤاخدة يعني علشان محكوم عليك في قتل وسړقة بالاكراة !!
لطفي مش غريبة ولا حاجة أنا كنت بتعلم في المدارس ودخلت معهد فني بعد الدبلوم لكن حصلت ظروف وسيبت الدراسة واتجهت للسړقة ومشيت مشوار طويل في الغلط لحد ما وصلت للي انا فيه دلوقتي
وليد وأنت محكمة النقض ايدت الحكم عليك ولا لسه
لطفي اخر جلسة ليا باقي عليها ٣٦ يوم
وليد ياااه !! أنت بتعدهم باليوم !!!
لطفي أيوه علشان لو المحكمة أيدت الحكم هيبقي حكم نهائي وهيتنفذ بعدها في أي يوم
وليد وأنت يا عم لطفي مظلوم ولا
لطفي لا يا وليد أنا مش مظلوم واستاهل الاعډام
وليد بتعجب انت اول واحد اشوفه يقول علي نفسه أنه يستاهل الاعډام
لطفي هي دي الحقيقة لكن أنا عايز اعيش
وليد سامحني يا عم لطفي عايز تعيش ليه
لطفي علشان لسه فيه حاجات كتير في الدنيا عايز اعملها أولها أني أحاول اكفر عن ذنوبي اللي عملتها وعايز افرح بعيالي واجوزهم حاجات كتير في الدنيا لسه عايز اعملها
وليد ربنا ينجيك يا عم لطفي الحقيقة مش عارف لولا كلامك معايا دلوقتي حاسس أني كنت ممكن اموت من الحزن
لطفي طيب قوم بقي افرش فرشتك اللي هتقعد وتنام عليها ويلا نجهز لقمة نتغدا علشان يبقي عيش وملح
في منزل أهل حسام وبعد سفر حسام وعودته لعمله دخلت الام لتنام في غرفتها بينما أقترب هاني من أخيه ممدوح ضاحكا وقال له هات ٢٠ جنية
ممدوح ممعيش فلوس
هاني انا لسه كنت شايف فلوس في ايديك من ساعتين
ممدوح صرفتها
هاني انت كداب يلا هات ٢٠ جنية انزل العب بلايستيشن مع العيال
ممدوح غور في داهية من وشي ممعيش فلوس
هاني اشمعني دلوقتي بتقولي لا وبتقولي غور من وشي
الحلقة 6 و
ممدوح غور في داهية من وشي ممعيش فلوس
هاني اشمعني دلوقتي بتقولي لا وبتقولي غور من وشي ولا علشان اطمنت خلاص أنك بقيت بعيد عن السچن !!
ممدوح وطي صوتك يا ابن الجز مة لحد يسمعك
هاني لو مش اخدت منك ٢٠ جنية دلوقتي هعلي صوتي
ممدوح أنت فاكر نفسك هتذلني ولا ايه يا ابن الجز مة !! انت كنت معايا ولا ناسي
هاني لأ مش ناسي بس انت اللي عملت كل حاجة انا كنت واقف ومعملتش حاجة
ممدوح أنت مصيبتك اكبر مني يا أنت ناسي ان شهادتك علي وليد هي اللي لفت حبل المشنقة علي رقبته !!
هاني واهو لسه متعدمش
ممدوح يعني ايه
هاني يعني ممكن اروح اغير شهادتي واخرجه من حبل المشنقة ويتلف الحبل علي رقبة ناس تانيين
قام ممدوح وأمسك برقبة هاني وضغط عليها بقوة وقال قبل ما تعمل كده اكون قت لتك وخلصت منك يا
هاني بصعوبة هاااامووت سييييبني خلاااااص مششش هكلللللم
ترك ممدوح رقبته وقال هسيبك المرة دي لكن وحياة أمك لو حسيت أنك بتفكر بس تتكلم هخليك تحصل مرات اخوك
هاني خلاص يا ممدوح مش هتكلم
وبعد عدة أيام عادت زوجة وليد الي الحي وذهبت الي أم سالي تستعطفها
بمجرد أن رأتها أم وليد عند بابها أدارت وجهها عنها !!
زوجة وليد بتديري وشك عني ليه يا حجة أنا والله مالي ذنب أذا كان جوزي أجرم في حقك وحق بنتك الله يرحمها أنا ذنبي ايه وابنه ده اللي علي كتفي ذنبه ايه !!!
أم سالي جاية ليه يا زينة وعايزة ايه
زينة زوجة وليد انا مش لاقيه حتة اعيش فيها ومعرفش أروح أي حتة غير هنا أبوس أيدك أسمحيلي أرجع اعيش هنا في بيتي أنا وابني واذا كان علي وليد اهو أخد جزاؤه
أم سالي أنتي فعلا ملكيش ذنب في حاجة انا معنديش مانع انك ترجعي تعيشي بس بشرط واحد أنك تطلقي منه قولتي ايه
زينة موافقة يا حجة أطلق منه
مر أكثر من شهر وبدأت الحالة المعنوية لوليد ترتفع نسبيا خاصة بعد أندماجه مع زملاء الزنزانة وأصبح أكثر مواظبة علي اقامة الصلوات في مواعيدها وقراءة القران الكريم يوميا وما يتبقي من الوقت يتسامر معهم يتبادلون الاحاديث عن الماضي وذكريات كلا منهم يضحكون احيانا ويبكون كثيرا ولكن لم يكن بينهم من يتحدث عن المستقبل !!! ربما لأنهم يعرفون أنهم علي بعد خطوات قليلة من النهاية !!!!!
حتي فوجئ وليد بالحارس يناديه للذهاب الي مكتب الضابط المسئول عن السچن !!!
دق قلبه فرحا وظن أن برائته قد ظهرت وذهب مسرعا ولكنه حين وصل مكتب الضابط علم بأن زوجته زينة قد اقامت دعوي تطلق ضده !!
ازدادت الحياة
سوادا وقتامة وتسربت دموع كبريائه من عينيه وانسابت علي بدلته الحمراء ووقع بعلمه ثم عاد الي محبسه !!!
ظل وليد صامتا يبكي عدة أيام يحاول زملاء محبسه اخراجه من حالة الحزن دون جدوي حتي لاحظ ذات ليلة أن زميله لطفي بعد صلاة العشاء ظل لساعات وساعات يصلي بأستمرار علي غير عادته حتي اقترب اذان الفجر !!!
وما أن أنتهي حتي سأله وليد بتعجب ايه يا عم لطفي شايفك طول الليل بتصلي علي غير العادة !!!
لطفي بكره الصبح الجلسة الأخيرة بصلي وأدعي ربنا القاضي يخفف الحكم عني
وليد بأذن الله يخفف عليك الحكم
لطفي عارف يا وليد حتي لو القاضي خفف الحكم انا عارف اني بردو مش هخرج من هنا الا علي قبري لكن مش عايز أموت دلوقتي
وليد متخافش يا عم لطفي ان شاء الله القاضي يخفف الحكم
لطفي انا ظلمت كتير أوي وعملت حاجات كتير أوي غلط لكن
عندي أمل أن لو ربنا مد في عمري والحكم اتخفف أكمل في طريق التوبة يمكن ربنا يسامحني
وليد ولكل اجل كتاب ان شاء الله ربنا يمد في عمرك و يسامحك مادام توبت توبة نصوحة و ان شاء الله بكره لما ترجع هنعملك حفلة بمناسبة تخفيف الحكم
وفي اليوم التالي وطيلة ساعات النهار كان وليد والباقين في انتظار البشارة عن زميلهم حتي عاد لطفي قبيل المغرب من المحكمة بعينين حمراوتين منتفختين بكاءا وقال لهم أن المحكمة أيدت حكم اعدامه !!!
مرت أيام وجميعهم لايقطع صمت حزنهم الا كليمات حتي استيقظوا يوما بعد الفجر بحوالي الساعة علي صوت فتح باب الزنزانة فوجدا أربع من حراس السچن ينادون زميلهم
لطفي !!!
انتابتهم جميعا حالة من الفزع والصړاخ !!!
بدأ الحراس في طمأنتهم بأنه لا داعي للخوف لان زميلهم مطلوب في أمر بسيط عند ضابط السچن وسيعود اليهم بعد قليل
وبعد حوالي ساعتين علموا بأن زميلهم لطفي تم تنفيذ حكم الاعډام فيه صباحا
ظل وليد ېصرخ برررررئ مظلووووم والله العظيم أنا بررررئ
وظل وليد ېصرخ وېصرخ وملأت صرخاته كل أركان السچن !!! حاول الجميع تهدأته بلا جدوي وصرخاته تتعالي وتتعالي حتي سقط فاقدا للوعي !!!
تم نقله لمستشفي السچن وظل بها عدة أيام تحت الرعاية الطبية
عاد وليد الي محبسه بعد أن تعافي ووجد ضابط السچن يطلبه في مكتبه !!
ذهب وليد الي الضابط الذي سأله عامل ايه دلوقتي يا وليد
وليد الحمد لله يا فندم أحسن شوية
الضابط مادام خاېف كده من الأعدام عدا عليك حوالي ٥٠ يوم هنا ولسه مش طعنت علي الحكم ليه
وليد يا بيه أنا تقريبا مليش حد بره أهلي ناس غلابة في الصعيد معرفش