طلقها ليلة الزفاف.. فأنتقمت منه
في تلك اللحظة فقط، عرفت الحقيقة. لقد كنت مجرد وسيلة للانتقام بين شريكين. أحدهما هو أبي الذي قرر تزويجي لابن شريكه لتهدئة غضبه بسبب خلافاتهم التجارية.
والآخر قرر الانتقام من أبي عبر شخصي. لكن ماذا فعلت أنا لأتعرض لهذا؟ لماذا يُدمّر مستقبلي في حين أنني ما زلت في عمر الشباب؟ لماذا أصبحت ضحية لهذه اللعبة القذرة؟
لم أبكِ ولم تنزل دمعة واحدة من عيني. واجهت أبي بكل كبرياء وقلت له:
"أبي... لا تندم... لست أنا من ستنهار..."
نظر أبي إلي بدهشة وعيناه ملتهبتان بالألم والندم. لم أكن أرغب في رؤية انكساره، لذا سرعان ما عدت إلى غرفتي.
نظرت إلى انعكاسي في المرآة وفوجئت بما رأيت. لم أعد هيئتي السابقة، الفتاة الجميلة السعيدة والواثقة. كل شيء تدمر في لحظات. اختفت السعادة بين ممرات المرارة التي تلف نفسي، وانهار المرح أمام موجة التعاسة القوية. ثقتي تلاشت وأصبحت أنظر إلى نفسي بعيون جديدة، كما لو كنت مجرد حيوان مريض تجري عليه تجارب. عيناي المليئتان برغبة الانتقام الفظيعة كانتا تثيران الرعب فيّ.
أغمضت عيني بقوة قبل أن تسقط دمعة حائرة تائهة في مسارها.
توجهت بسرور نحو الهاتف، مدفوعة بروح الانتقام التي لم أعرفها في نفسي من قبل. أدرت أرقام هاتفه بأصابع صلبة لا تعرف الخوف. سمعت الصوت الغريب والمميز الذي لن أنساه أبدًا.