روايه سوما كامله
فيه الكره مع الڠضب و الإعياء الشديد علاوة على الذعر البادي عليها بوضوح .
فكان في صراع مابين غيرته و بين خوفه عليها فقال عايزاني أسيبك يبقى تنطقي.. مين ده و يعرفك منين .
فصړخت پقهر ده خطيب صاحبتي... أبعد عني بقا .
أخيرا توقف و تمكن من إلتقاط أنفاسه و قد لانت كفه على ذراعها ثم قال بصوت جاهد على أن يخرج هادئ أمال بتقولي هتكلميه ليه
فسأل مجددا ما تردي .
رفعت عيناها له و سألت بتعب طب و بعدين... أنا تعبت .
غانم بإستهجان بعدين أيه مش فاهم قصدك.
تنهدت تمسح على وجهها بكفها و هي تذكر نفسها للمرة الألف أنها من سلكت طريق غانم و أختارته بنفسها لذا عليها أن تتحمل .
أقترب منها حتى جلس لجوارها على طرف الفراش يقول حقك عليا أنا اتعصبت عليكي و أنتي تعبانه بس إنتي إلي عليكي حاجات بتحضري شياطيني ما كنتي تقولي من الأول خصوصا يعني لو هو تبع صاحبتك
إلي جابتك تشتغلي هنا .. دي خدمتها دي دين في رقبتي أنا مش رقبتك أنتي.
نظرت لها بإستنكار فهز رأسه مؤكدا أيوه لأنها السبب في إني أشوف و أقرب من أجمل بنت في الدنيا دي كلها .
نظر لها بتحذير قال تكلميها.. تكلميها هي و هي تبقى تقوله.
هزت رأسها مستجيبه بحذر ليقول كلميها و قولي لها إني مستنيه بكره و هيتعين على طول من غير أي أنترفيو عشانك.
أبتسمت له بتوتر و قد خانتها مشاعرها سعيدة جدا بما يقوله تحضتنها نظراته التي تلاحظها فهو يكاد يلتهمها بعيناه .
أبتسم لها بسماجة ثم قال ليصدمها بدون اي مقدمات حلا فين بطاقتك و إنتي أسمك إيه بالكامل .. أنا لحد دلوقتي مش عارف عنك أي حاجة .
كانت عيناه متسعة من سيل الأسئلة المخفية جدا بالنسبة لها و التي تذكرها لتوه و سألها دفعة واحدة .
لا تعرف بماذا تجيب في الوقت الذي قد حانت منه نظرة لجيدها الطويل و سأل بضيق و فين السلسلة إلي جبتها لك ... مش قولت لك ما تشيليهاش من رقبتك .
وقف أمامها يسأل مستغربا صدقة أيه هو حد بيطلع دهب صدقة أنتي بتفكري ازاي يا حلا
زاغت عيناها في المكان تتذكر حديث سلوى لتتأكد .. كل شيء كان مقصود ... أغمضت عينيها تطبق عليهما و هي تذكر نفسها بأن سلوى يحق لها فهي زوجة تحافظ على زوجها .
نادها غانم يلفت أنتباهها حلا .. حلا.. روحتي فين.
فجاوبت مقررة أنهاء أي حديث بينهما ليخرج من عندها و لا حاجة.. و شكرا انك وافقت تعين عادل.
أبتسم لها و قال أيوه بس انا واطي أوي و مش بعمل أي حاجة كده بلوشي .
نظرت له خائڤة مترقبة و هو ملاحظ لكل ذلك فأكمل مبتسما غيري عشان هنخرج سوا .
هزت رأسها برفض قاطع و قالت إيه نخرج لأ.. لأ مش هينفع.. شكرا.
غانم شكرا لأ العفو بس أنا مش بستأذنك .. إنتي هتغيري دلوقتي و تخرجي معايا يالا ده أنا حتى لسه ما عينتش خطيب صاحبتك و أنا سهل أوي أرجع في كلامي .
نظرت له مبهوته ليهز رأسه مؤكدا أيوة .. ما أنا مش بس واطي لأ و زودي عليها إني ماليش كلمة .
قرص خدها و هو يغمز بعينه مرددا مستنيكي بره .. أوعي تتأخري عليا .
جلس في سيارته ينتظرها فتقدم منه الحارس الجديد الذي تسلم العمل عوضا عن عزام و سأل خارج يا باشا نحضر العربيات
هز غانم رأسه و قال لأ خليكوا أنتو هنا أنا هخرج النهاردة لوحدي .
ليعترض الحارس مستغربا بس يا باشا دي عمرها ما حصلت و..
قاطعه غانم يسكته ششش .. أسمع الكلام و...
صمت بإنسحار تام و هو يبصرها تخرج من باب البيت بفستان رقيق و بسيط من اللون الأسود منقوش بورود بيضاء تضع وشاح عريض من الصوف حول رقبتها و
تتقدم منه بهدوء تام
فقال للحارس روح على مكانك و افتح البوابات يالا .
نفذ الحارس الأمر و هو ظل يتابعها بسعادة غمرت صدره و قلبه يلاحظ ترددها في التقدم لعندها .
لكنها فعلت و فتحت باب السيارة تنظر له فقال ساخرا ايه العتبة عالية عليكي أجي أشيلك
زجرته بعينها فضحك مرددا ما أنتي إلي قصيرة .
رفعت نفسها و حاولت الجلوس في
السيارة و هي تجاهد في كبت غيظها منه .
تنظر له بجانب عينها و هي متخبطة المشاعر لن تنكر هي منجذبة له بصورة لا إرادية لكنها كلما أقتربت كلما صدمت فيه .
نادها ليخرجها من شرودها يسأل حلا... سرحانة في أيه
حاولت الإبتسام و قالت و لا حاجة هو إحنا رايحين فين
أشعل سيارته و هو يقول مش عايزة تتفرجي على الخان و كمان لازم تخرجي تغيري هوا و تقعدي في الشمس شوية عشان البرد يروح.
نظرت له بضيق لكنها صامته تماما و قالت أنا بقيت أحسن .
غانم بطلي رخامة بقا عايز أفرجك على الخان .
دار بالسيارة و خرج من البيت تحت أنظار الحرس و هي محروجة تماما فقالت ماكنش لازم أخرج معاك هيقولو عليا إيه دلوقتي
نظر لها بضيق و سأل هما مين
حلا الحرس و اي حد شغال في بيتك .
غانم و أنتي مالك بيهم يهموكي في إيه
حلا هو إيه إلي يهموني في إيه مش ناس شغالة وسطهم هيقولوا عليا إيه و أنا خارجه في عربيتك عارف ده معناه أيه و لا صحيح أنت هيفرق لك في أيه.
صمتت تماما و لم تتحدث شعرت في هذه اللحظة أنها لا تكره شخص مثله.
شعرت أنها بالنسبة له لا تفرق كثيرا عن رنا .. رنا التي لا يتذكرها من الأساس.
لم تنس حتى الآن صډمتها في ذلك اليوم الذي أخبرها فيه أنه لم يحب مسبقا.
لقد أضاعت رنا نفسها و عائلتها لأجل شخص لم و لن يتذكرها حتى .
هزت رأسها لتصل للنتيجة النهائية التي لا جدال فيها أو نقاش ... هي بالنسبة لغانم مثلها مثل رنا و مثل سلوى .......
فحتى زوجته التي تحمل أسمه لا يتذكرها و هي مازالت موجودة.
غانم أسوء شخص قد تقابله في حياتها و لا يستحق أي شفقة أو رحمة حتى أنها تشعر بالضيق و الإشمئزاز من نفسها لأنها كثيرا ما تضبط نفسها متلبسة و هي متلهفة عليه أحيانا و تشعر بالغيرة عليه أحيانا حتى أنها منذ قليل قد تأنقت لتبدو ذات طلة خاطفة تستحوذ على إعجابه .
تفززت بړعب على صوته يناديها حلااااااااا .
نظرت له لترى وجهه الأحمر و عروقه النافرة على ما يبدو أنه كان يحدثها بعصبية شديده و هي شاردة غارقة في أفكارها .
فقد كان يقود بذراع و يقبض بالذراع الآخر على كتفها و هو يهزها إيه.. مش بكلمك.. و كمان سرحانة.. سرحانة في مين يا هانم
صمتت تماما تفكر بهدوء و قالت بتمثيل متقن هو أنت ليه دايما كده بتزعق لي كل شوية طب مش تراعي حتى أني تعبانه.
صحيح أنها غبية إلي حد كبير لكن مكر حواء واحد سلاح تستخدمه كل
الإناث و قد فلح مع غانم الذي لانت ملامحه كثيرا و قال كله منك أنتي إلي بتعصبيني عليكي و أنا مش ببقى عايز مش عايزك تركزي في حاجة غيري ركزي معايا انا و بس.
هزت رأسها مستجيبه فأبتسم براحة و هي بدأت تنظر من النافذة على الخان.
شوارعه أشبه بشوارع القرى القصيرة و بها بيوت من الطوب اللبن يسكنها العمال و بيوت أخرى من الطوب الأحمر و الخرسانة لكنها ليست عاليه او يظهر عليها الثراء كبيت عائلة غانم .
الأراضي الزراعية كانت لها الغالبية الساحقة بالإضافة إلى المصانع المملوكة لغانم .
نظر لها مبتسما و سأل إيه رأيك في الخان
هزت رأسها مبتسمة و قالت أيوه حلو أوي و هادي حبيته أوي عشان بيفكرني ببلدي .
نظر لها مستغربا و سأل بلدك
حلا أيوه.. ما قولت احنا فلاحين أصلا.
توقف بالسيارة فنظرت له مستغربة بينما ردد هو إنتي تعرفي إني ماعرفش أي حاجة عنك نهائي و دي حاجة غريبة جدا أنا أصلا مش بسمح أنها تحصل أي حد سواء قريب او غريب و لو حتى هيشتغل مزارع باليومية في الأرض لازم ابقى عارفه و إنتي مش عارف عنك حاجة.. حرفيا ولا حاجة.. تقريبا ما عرفش غير إنك أسمك حلا و إني مشدود لك ... أوي .
أتسعت عيناها من تصريحه الأخير لكنه لم يعطيها الوقت كي تأخذ فرصتها لتصدم ثم تستفسر عن مغزى حديثه فقد ترجل من سيارته و إلتف حولها حتى أصبح أمامها يفتح بابها و يساعدها كي تترجل هي الأخرى لتجد نفسها أمام بيت صغير من طابقين يختلف كثيرا في تكوينه عن بيت العائلة الكبير.
فبيت العائلة ضخم و يحد بسور عالي و بوابه عظيمة لكن هذا البيت صغير لا يوجد به أي مقدمات او نهايات فقط باب عادي مزرقش گجدران المنزل .
و تقدم غانم يسحبها معه ثم فتح باب البيت و دخل معها .
بقيت تنظر لأرجاء المكان و هي مبهورة فقد دلفت من الباب الذي أوصلها الي حجرة معيشة متوسطة الحجم و لجوارها أربع غرف و في نهاية غرفة المعيشة يوجد باب
كبير ذهب إليه غانم ليفتحه .
اتسعت عيناها منبهرة زيادة و هي تشاهد النيل أمامها مباشرة ورددت الله.
عاد غانم لعندها يشبك يده في يدها و قادها لهناك
و هو يردد الباب ده فيه سلم ينزلك تحت تبقى في جنينه صغيره على النيل و سلم يطلعك فوق للدور التاني.
كانت مسحورة تماما بالأرض الخضراء و الشجر ثم نهر النيل خلفهما.. و الشمس الصافية صنعت دفئ غير عادي في المكان الهادئ تماما.
تقدم ليقف