زوجة تحكي: بعد مرور خمسة عشرة عامًا من الزواج
انت في الصفحة 3 من 3 صفحات
تم الزفاف وبعد شهر من الزواج، فاجأني زوجي بعمرة، وكانت هذه أمنيتي الكبرى.
ذهبنا إلى بيت الله ودعونا الله بكل حب ليرزقنا الذرية الصالحة.
زوجي بكى كثيرًا ولكني أخبرته أنه هو عوض الله لي وأن الله لن يرد دعائنا.
عدنا من العمرة كأننا ولدنا من جديد، وكنت قد تغيرت بشكل ملحوظ حتى أن زوجي بدأ يغار علي.
بعد ستة أشهر، ذهبنا للطبيبة وأخبرتنا أنني حامل. كان هذا أفضل الأخبار وأكثرها سعادة.
عندما سمع زوجي أنني حامل، سجد أمام الطبيبة بكاءً ويصرخ "ما أكرمك يا رب العالمين".
حاولت الطبيبة تهدئتنا وسألتنا عن قصتنا، فروينا لها قصتنا. بعد سماعها، قالت الطبيبة: "والله لقد سرَّ قلبي لكما أكثر من نفسي، بارك الله لكما ورزقكما طفلًا سليمًا معافى".
ومع تقدم الحمل، أخبرتنا الطبيبة بأنني حامل بتؤأم، وزاد خجلنا من كرم رب العالمين.
ومرت الأشهر بسرور وترقب، حيث كان كل من زوجي وأنا نتسابق في التحضير لاستقبال التوأم الغالي.
قام زوجي بتجديد غرفة الأطفال بينما انشغلتُ أنا بشراء كل ما يلزم من ملابس ومستلزمات للرضع.
في أحد الأيام، أثناء تفقدنا للمستشفى التي سألد فيها، التقينا بطبيبة عطوفة جديدة.
كانت هذه الطبيبة تتميز بشخصية مُلهِمة وكانت تهتم بتفاصيل الحياة اليومية للأمهات الحوامل.
وأخيرًا، حان موعد الولادة المنتظر. كان زوجي بجانبي، يمسك بيدي ويشجعني،
بينما كانت الطبيبة توجهني وتساندني. بعد ساعات من المخاض الشاق،
رأينا توأمنا لأول مرة. كانت الفرحة تغمر قلوبنا والدموع تملأ عيوننا.
أطلقنا على التوأم أسماء "يوسف" و"ياسمين" وكانا يمثلان نعمة كبيرة من الله.
لقد كانت تلك اللحظة الأجمل في حياتنا.
مع مرور الوقت، نشأ يوسف وياسمين وتعلما الكثير من الأشياء.
كان زوجي وأنا نحاول دائمًا تعليمهم القيم الحميدة والأخلاق الحسنة.
بدأت يوسف بالتفوق في الدراسة وأبدع في موهبته الفنية، بينما تألقت ياسمين في موهبتها الموسيقية واهتمت بالتطوع وخدمة المجتمع.
بعد سنوات، كبر التوأم وتخرجا من الجامعة بتفوق.
افتخرنا بهم وشعرنا بالامتنان لله على نعمه الكثيرة على عائلتنا.
وفي كل ليلة، قبل أن نغفو، كنت أنا وزوجي نسترجع تلك الأيام العصيبة ونتذكر كيف عوضنا الله بتوأمنا الرائعين. كانت قصتنا قدوة وعبرة لكل من يعاني ويأمل في رحمة الله وكرمه.