ميراث ظالم
لم يعلم أحد بانتحاره سوانا، ولم ير الكتابة على الورقة إلا والدتي التي طلبت منا إغلاق القضية وعدم السؤال عن أي شيء. بعد دفنه ومحاولتنا التكيف مع كارثة فقدانه ووالدنا في أقل من يومين، تفاجأنا بكارثة لا تقل عنها: سحر مشنوقة في غرفتها بنفس الطريقة وتمسك بوصيتها بنفس الطريقة التي حمل بها حسام وصيته، لكن منظرها كان أكثر بشاعة.
بعد كل هذه الألغاز والمآسي، كان عليّ أن أتخذ موقفًا. كان يجب أن أعرف ما يحدث وما كان يفهمه الجميع إلا أنا. خصوصًا عندما بدأ إخوتي يغيبون عني واحدًا تلو الآخر، وقبلهم والدي، ولم يتبقَ سوى أنا وأيمن ووالدتي.
عندما رأيت سحر بهذا المنظر، هرعت إلى الورقة الموجودة في يدها قبل أن أفكر في وفاتها وقبل أن تأخذها والدتي مثل ورقة حسام وتخفي ما بداخلها عنا. كانت تحمل جملة غريبة لم أفهمها: "نصيب سالم لسحر، وأيمن الضحية". وعلى ظهر الورقة كانت كلمة واحدة - أو بالأحرى اسم - مكتوبٌ بالدم: اسم أخي أيمن.
عندما رأيت ذلك، جمدت في مكاني. كنت متأكدًا أن الدور عليه، وأيقنت ذلك أكثر عندما رأيت والدتي تنظر إليه بخوف وتردد: "هذه ضريبة اختيارك... يجب أن تتحمل العواقب."
في تلك الليلة بعد دفن سحر، جاءت والدتي إلى غرفتي وكان وجهها باهتًا. وقبل أن أسألها عن حقيقة جميع المصائب التي تتبعنا منذ وفاة والدي، بدأت هي بالكلام. سألتني بإلحاح شديد عن مكان وصية والدي الموجودة لي، رغم أنها مجرد ورقة فارغة. أخبرتها أنني ألقيتها في درج مكتبي منذ ذلك اليوم وأنها ليست وصية وإنما مجرد ورقة لا قيمة لها. بدأت تضحك بسخرية وكأنني قلت نكتة.