الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه للكاتبه روز امين

انت في الصفحة 409 من 445 صفحات

موقع أيام نيوز


مالك 
وإيه سبب أثار الدموع اللي في عيونك دي
تعمقت بعيناه ورغما عنها نزلت دموعها من جديد وأردفت بنبرة توحي بوصولها للمنتهي من الألم 
تعبانة ومش مرتاحة يا جدولا بقيت مرتاحة في حياتي ولا قادرة أتأقلم علي الكلية الجديدة ولا مع الطلبة 
واستطردت بنبرة بائسة
مابقاش فيه حاجة بتفرحني وتديني أمل إني أكمل

نفسا عميقا أخذه ذاك الرزين وتحدث بنبرة تحمل حنانا رائعا لحفيدته الأولي والغالية علي قلبه 
إنت اللي محيرة نفسك وعاملة فيها كدة يا سيلا
واستطرد محفزا إياها 
إنسي إمبارح وتخطي جروحك وبصي لقدامإفتحي قلبك وخرجي كل اللي فيه للدكتور النفسيإحكي له علي اللي تاعبك وواجع روحك
واسترسل لتحفيزها 
مش يمكن ترتاحي لما تنتظمي معاه في الجلسات
تنهيدة
حارة خرجت من جوفها ثم تحدثت بنبرة إنهزامية وهي تومي إلي جدها الغالي بهدوء وكأن قواها قد خارت وأعلنت روحها إستسلامها 
حاضر يا جدوهبدأ أنتظم في الجلسات وأتكلم مع الدكتور
إبتسامة حانية خرجت من ثغر ذاك الحنون الذي أشاد بقرارها وأثني عليه ثم إنسحب متجها إلي الخارج بعدما أبلغها أنه ينتظرها بالأسفل ليتناولا معا وجبة الغداء
بعد إنتهائه من تناوله لوجبة الغداء بصحبة حفيدته وصعودها مجددا إلي غرفتها لأخذ قسطا من الراحة ومتابعة دروسهاحمل ليزا داخل وتحرك بها إلي منزل ثريا كي يتأنس بحضرتها ويحتسي معها قهوة العصاريجاورته إحدي العاملات وهي تحمل بيدها مقعدا متحركا خاص بالصغيرة حيث أنها لا زالت ساقها مصاپة ولم تتعافي بعد
دلف من البوابة وما أن وجدها تجلس بمكانها المعتاد حتي إنفرجتت أساريره وشعر براحة إجتاحت كيانه بالكامل وأدخلته في حالة من السلام لم يشعر به سوي بحضرة تلك الراقية
أما تلك الصغيرة القابعة بأحضان جدتها الحنون فلوحت بيداها في الهواء وهي تشير بترحاب بجدها الحبيب التي تعشقه بفضل حنانه المفرط لها وكثرة دلالهإقترب عليهما وكأن مغناطيسا يجذبه لكلتا الجميلتين
تحدث بنبرة حنون إلي تلك الجميلة التي وما أن رأته حتي إرتسمت إبتسامة هائة تبعث الراحة والطمأنينة في قلب كل من يراهافما بالك بقلب المتيم
مساء الخير يا ثريا
بالإبتسامة ذاتها عقبت موقرة إياه 
مساء النور يا سيادة اللواء
ثم إستطردت بعدما حولت بصرها إلي تلك الرقيقة المحمولة داخل أحضان جدها 
إزيك يا ليزارجلك عاملة إيه
بنبرة رقيقة ردت عليها الصغيرة
أنا كويسة يا نانا
واستطردا متسائلة بإستفسار لهوف
هو مارو فين
إبتسمت لها بهدوء وأجابتها بما جعل الإحباط يصيب داخل الصغيرة 
مارو في النادي هو و أنسوعزو جوة في المطبخ مع ماما مليكة بتعمل له ميلك شيكالوقت اخليها تعمل لك معاه
واسترسلت وهي تحث ذاك الراقي علي الجلوس بالصغيرة 
ما تقعد يا سيادة اللواء واقف ليه!
حملت العاملة الصغيرة عنه واجلستها بمقعدها في حين سحب عز المقعد وجلس فوقه ثم إبتسم إلي تلك الصغيرة التي لوحت له من جديد وابتسمت بسعادةإنشرح قلبه بعدما نظر بعيناها التي تبعث البهجة والسرور حين تتواجدحملها عن ثريا وثبتها فوق ساقيه ثم بات يداعبها هي وليزا تحت إطلاق الصغيرتان لضحكاتهما البريئة وسعادة ثريا
خرجت مليكة من بوابة المنزل تجاورها منى حاملة صنية عليها بعضا من صحون الحلوي وكؤوس المشروبات الباردةتحركت في طريقها إليهما ممسكة بكف صغيرها الذي أفلت كفه منها وهتف عاليا وهو يهرول إلي جده وتلك الليزا 
جدووووو
إبتسم عز واحتوي الصغير الذي ألقي بجسده داخل أحضان جده الحنونوضعت العاملة ما بيدها فوق الطاولة وتحدثت مليكة بترحاب بوالد زوجها
إزي حضرتك يا عمو
الحمدلله يا حبيبتي أنا بخير هكذا أجابها بملامح وجه بشوشةنظرت العاملة إلي ثريا ثم سألتها بتوقير بعدما رحبت بعز 
تؤمريني بأي خدمة تاني يا ست هانم
حولت ثريا بصرها إلي ذاك المقابل لها واردفت مستفسرة 
تشرب إيه يا سيادة اللواء 
واستطردت بنبرة ودودة 
ولا أجيب لك غدا الأول
أجابها بعيناي شاكرة
أنا اتغديت الحمدلله
ثم استطرد بدهائه المعهود لعلمه أن مليكة ستعترض وستفضل أن تصنعها له بيدها كما يفضلها دائماوبهذا سيترتب عليه إنسحابها إلي الداخل وتركه بصحبة حبيبته وهذا جل ما يتمناه في الوقت الراهننظر إلي منى وأردف بنبرة هادئة
إعملي لي قهوتي لو سمحتي يا منى
بنبرة حماسية وعيناي مبتسمتان عقبت تلك المنى بترحاب 
من عنيا يا سعادة الباشاحالا وهعمل لسعادتك أحلا فنجان قهوة
وقبل أن تنطلق إلى الداخل أوقفها صوت مليكة التي تحدثت بإعتراض 
إدخلي إنت يا منى وأنا هعمل قهوة الباشا بنفسي
مش عاوز اتعبك معايا يا مليكة نطقها بخباثة عقبت تلك الرقيقة بتوقير لشخصه
تعبك راحة
يا عمو
واسترسلت بتساؤل وهي تحول بصرها إلى تلك الراقية 
أعمل لحضرتك فنجان مع عمو عز يا ماما
أومأت برأسها بموافقة واردفت بنبرة لينة 
لو مش هتعبك يا بنتي
إنتي تؤمري يا ماما نطقتها بتبسم ثم تحركت إلي الداخلوتحرك الصغير إلي ليزا وباتا يتحدثان بطفولية
نظر عز إلى خاطفة فؤاده التي وبرغم مرور كل تلك السنوات عليهاما زال يراها ثريا إبنة الثامنة عشر من عمرهاوكأن روحه أرادت التوقف عند هذا الزمن الذي طالما تمني من داخله العودة إلي حينهاتحمحم لينظف حنجرته ثم أردف علي استحياء 
كنت عاوز أبلغك حاجة مهمة يا ثريا
نظرت إليه وسألته باستفسار 
خير يا سيادة اللواء
إبتسامة خاڤتة ظهرت علي ثغر ذاك الفارس النبيل وأجابها بتحير وارتباك لصعوبة موقفه 
إنت عارفة طبعا إني رجعت منال لعصمتي من جديد بعد موقفها الأخير معاك
تنهدت بأسي عندما تذكرت ذاك اليوم الذي تلقت فيه أكبر إهانتاتها علي يد تلك التي تجنت عليها وسبتها بشرفهاحزن لأجلها واسترسل بإبانة
ف أناكنت حابب أوضح لك إن العلاقة بينا ما رجعتش طبيعية زي الأول
ضيقت عيناها بعدم إستيعاب فاستطرد بإعلام بنظرات حنون 
أنا ومنال كل واحد فينا ساكن في أوضة لوحدة
واستكمل بعيناي هائمة
ماكانش ينفع أرجع معاها زي الأول وأنسي إھانتها ليك يا ثريا
إرتبكت من حديثه
ونظرات عيناه الهائمة وأردفت بنبرة مرتبكة 
وإنت جاي تقول لي أنا الكلام ده ليه يا عز
واستطرد بنبرة رجل يهيم عشقا 
رجعتي لي روحي تاني يا حبيبتي
علي عجالة أردفت بترجي كي لا تعطي له المجال بأن يفصح أكثر عن مشاعره وهذا ما لم تعد تتقبله إحتراما لحالها أولا ولفقيدها الراحل ثانيا ولحفاظها عن سمعتها كي تظل طيبة 
من فضلك يا سيادة اللواءياريت ما تتجاوزش حددودك معايا في الكلاموكفاية قوي اللي حصل المرة اللي فاتت
هتف معنفا إياها بنبرة حادة بعدما فاض به الكيل من صدها المتكرر له 
كفاية إنت بقي يا ثرياإنت إيه يا شيخةلسة مشبعتيش من وجعك لياسنين وأنا عايش علي أمل إنك توافقي بجوازي منك وتريحي قلبيوبعد ما أتأكدت إن عمر ما هيكون لي نصيب معاكي
واستطرد معبرا بأسي
قررت أعيش علي ذكري حبي ليك وأكتفي بنظرة من عنيكي وكلمة حلوة تردي بيها الروح لعاشق الروح
واستطرد لائما بقلب يتألم
حتي دي من قسۏة قلبك حرمتيني منها ومصممة تكمليبتستفادي إيه لما تلاقيني بټعذب قدامك يا ثريا
واستطرد متسائلا بعيناي حائرة 
إوعي تكوني بتستمتعي لما بتشوفيني بتوجع قدامك
إتسعت عيناها بذهول من إتهامه المؤلم لها وتحدثت بدفاع عن حالها 
الله يسامحكإنت بتقول لي أنا الكلام ده يا عز
واسترسلت لائمة إياه بشدة 
هان عليك تتهمني وتقول لي إني بستمتع بۏجع قلبك!
أردف بنبرة حادة 
أمال عوزاني أفسر تعمدك الدايم لرفضك لأي محاولة ليا بإني أتقرب مني بإيه!
صمتا كليهما عندما لاحظا قدوم مليكة التي شعرت بأنها قطعت حديثهما فوضعت ما بيدها فوق المنضدة وأخذت صغيرتها وصعدت إلي الأعلي لتبدل لها ثيابها
تنهدت ثريا بأسي وأردفت بإبانة 
فسر كلامي

________________________________________
بإني ست حابة تعيش علي ذكري جوزها الغاليوممكن كمان تفسره بإني واحدة عاوزة تحافظ علي سمعتها
واستطردت معاتبة إياه 
هو أنت نسيت الكلام اللي مراتك قالته لي وأفترت بيه عليا
ولا صعبان عليك إن محدش عرف بيه وعاوزها تطلع تقوله قدام الناس المرة دي!
أجابها واثقا 
منال مش هتقدر تكرر اللي عملته تاني لأسباب كتيرأولهم إن اللي كان بيحرضها عليك هي العقربة اللي إسمها لمار ودي خلصنا من شرها خلاصده غير إن منال نفسها إتغيرتمبقتش منال اللي نعرفها
بنبرة جادة أردفت باعتراض 
أرجوك يا عز تخرجني ومن وسط مشاكلك إنت ومنال
واسترسلت بايضاح لتصرفها السابق
أنا لما وافقت أرجع ألم العيلة عندي عملت كدة علشان البنت اليتيمة اللي ملهاش ذنب تتحرم من أبوها وعيلتها زي ما اتحرمت من أمهاوعلشان سيلا وحمزة يرجعوا لطبيعتهم ويحسوا بالدفي وسط عيلتهم الكبيرة
واستطردت بإبانة 
والحمدللهعمر ربنا هداه وأخد بنته في حضنهوحمزة رجع لطبيعته بعد شهور عاشها في ۏجع علي أمه الله يرحمهاوسيلا ربنا يهديها وترجع زي الأول
بعيناي متوسلة أردف مطالبا إياها بمناشدة 
أنا مش طالب منك المستحيل يا ثرياأنا كل اللي عاوزه منك إنك تسمحي لي أقعد معاكينتونس بقعدتنا ونشرب قهوتنا مع بعض زي الوقت كدة
واستطرد حين رأي الإعتراض داخل عيناها 
مش لازم حتي نحكي عن نفسنا ومشاعري ناحيتكخلينا نحكي مثلا عن ذكريات العيلة وجدي وأبوي وعمي صلاح الله يرحمهم
واستطرد متوسلا 
بس أنا ليا طلب عندكلما نكون مع بعض إندهي لي بإسمي زي الأولبلاش سيادة اللواء
نظرت عليه والتردد أصبح سيد موقفهاحقا هي الأن حائرةتنظر له بعين الشفقة علي حال ذاك العاشق الولهان الذي يشتاق ويتطلع ويرتضي حتي بالقليل من من ملكت الفؤاد واحتلته بعشقهاومن جهة أخرى تخشي الله وتخشي سمعتها إذا ما وافقته علي جنانه ذاك وتمادي هو كقبل
بنبرة متلهفة أردف متسائلا 
قولتي إيه يا ثريا
تنهدت بأسي وتحدثت بصرامة بعدما حسمت أمرها 
موافقة بس بشرطلو تعديت حدودك معايا في الكلام زي الأول مش هتشوف وشي تاني حتي في فطار يوم الجمعةهعتذر بأي حجةومش هخرجإتفقنا يا عز
زفر بقوة كمن كان ينتظر حكم برائته وتحدث بنبرة هائمة 
موافق علي أي حاجة طالما نطقتي إسمي يا ثريا
إبتسمت بخفوت وهزت رأسها بيأس علي ذاك العاشق وتسائل داخلها متعجبا
ماذا رأي مني ذاك الفارس كي أصبح متيمته التي يترجاها لترضي بمنحه ولو القليل!
تنهد وسألها بعيناي محب 
لسة بتحبي الورد زي زمان يا ثريا
بإبتسامة هادئة عقبت 
ومين ميحبش الورد يا عز
إبتسم ثم أردف ساردا كلمات غنوة شهيرة بعيناي تهيم شوقا جعلتها تسبح في سماء سحر كلماته المنتقاه بعناية رغم عدم رغبتها بالإنجراف خلف مشاعره البريئةلكن كانت لكلماته ولصوته الحنون أثر السحر عليها
يا عاشقة الوردإن كنت على وعدي 
فحبيبك منتظريا عاشقة الورد 
حيران أينتظر والقلب به ضجر 
ما التلة ما القمر ما النشوة ما السهر 
إن عدت إلى القلق هائمة في الأفق 
سابحة في الشفق فهيامك لن يجدي 
يا عاشقة الوردإن كنت على وعدي 
فحبيبك منتظر يا عاشقة الورد
إبتسمت له باستسلام لحالة الوله التي يحياها ذاك الفارس النبيل
بنفس التوقيت داخل الشركة التي يعمل بها عمر كمهندس إلكترونيات
دخلت المهندسة تارا مجدي إلي المكتب الخاص بعمر المغربي لتستكمل معه خطوات مشروعهما معا كي
 

408  409  410 

انت في الصفحة 409 من 445 صفحات