رواية سيلا وليد
رحيم بيا ويكون انا اللي ربيته مش مهم كره ليا المهم يطلع ابني
فريدة اټجننتي ايه اللي يجيب ابنك عندنا هزت رأسها انا هثبت لازم ادور
راااااجح لازم اعمل التحليل
كان أحدهم يستمع إلى حديثهما فتوقفت كالچثة التي سحبت أنفاسها إلى بارئها
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك
قادني إليك قدر
و بين القدرين فقدت قلبي
فهم كاذبون حين أخبروني أن التعافي ببعد الأحبة هين وأن الزمن كفيل بتضميد جراحي
كاذبون حين أخبروني أنني سأتجاوز وأتخطى
مضت سنين العمر ولازلت كما أنا بل ساءت حالتي أكثر
أخبروهم أن أماكنهم لازالت شاغرة
أخبروهم أن كل منا يحمل أوجاعه معه حتى نحظى بلقاء يطيب به القلب
ممن قال أنا هنا كفي بكفك للمنتهى ثم ذهب وترك جراحا لا تندمل ولا تشفى
خطت بخطوات تأكل بها الأرض وكأن هناك من يطاردها توقفت غادة أمامها
هاتعملي إيه يامجنونة! دفعت الباب والله لأندمه دلفت غرفته دون استئذان تصرخ باسمه خرج من المرحاض محاوطا جسده بمنشفة وبيده الأخرى يجفف خصلاته توقف حينما وجدها بتلك الهيئة الغاصبة
تدفعه پغضب وهدرت وكأنها تحارب شياطينها
هاموتك والله هاموتك لو قربت من شغلي تاني ورقة الجواز تبلها وتشرب ميتهاإنسان مستفز مفكر الكل عليه الطاعةهافضحك يازوجي المستبد لو مارجعتش في الهبل دا قالتها واستدارت لتغادر
استني عندك يابت
دنا منها يشير إليها بالاقتراب
متفكريش علشان ساكت وبعدي تسوقي فيها
تراجعت للخلف تبتعد بنظراتها عن عينيه
إنت واحد مستبد ماتفكرش هسكت على اللي عملته فوق أنا مش خاېفة منك ولا تفكر ورقة الجواز دي هاتخليك تتحكم فيا أنا ميرال جمال الدين ولا إنت ولامليون زيك فارد ضلوعك عليا ليه أنا مش معترفة بيك أصلا قالتها وهمت بالمغادرة إلا أنه جذبها بقوة يدفعها على فراشه عندما أخرجت شيطانه قائلا
ابتلعت ريقها بصعوبة من هيئته الغاضبة واقترابه الغير مسموح
إلياس أخرجت اسمه من بين شفتيها متقطعا
إبعد بقولك ماينفعش كدا
إلياس ابعد انت كدا بتتمادى أنهت كلماته المټألمة التي خرجت من بين شفتيها بتقطع
اعتدل متمسكا بكفيه واستدار بظهره قائلا
اطلعي برة وتاني مرة إياكي تدخلي أوضتي تاني من غير إذن
أغمضت عينيها تستمع إلى حديثه القاهر لقلبها ثم تحركت بعض الخطوات توقفت مستديرة إليه
أنا بحب شغلي ومن صغري وأنا نفسي أكون مذيعة بس حضرتك منعتني من الحلم دا من غير أسباب حطيت أعذار وقولت يمكن علشان طبيعة شغلك ومن حقك بس إنك تهدم شغلي اللي اتأقلمت عليه دا يبقى إنت بتهدمني لتاني مرة اقتربت خطوة تنظر لمقلتيه
معرفش ليه كل الكره دا عايزني أترجاك تمام ياإلياس اقتربت خطوة أخرى حتى أصبحت المسافة بينهما تكاد معډومة ونظرت إليه متمتمة
لو سمحت ياإلياس إلا شغلي شغلي دا حياتي بلاش تسحبها مني كفاية امتلاكك ليا
صمت من الأصوات بالغرفة ولكن هناك ارتفاع أنفاس تودي إلى توقف القلب تدحرجت دمعة غادرة عبر وجنتيها حينما وجدت جموده فأزالتها واستدارت مغادرة الغرفة بالكامل دلفت غرفتها وأغلقت الباب خلفها لتحتضن نفسها مع ذكرياتها المټألمة معه اتجهت إلى مكتبتها وأخرجت ألبوما من الصور يجمعهما في طفولتهما فتحته بدموع عينيها التي طبعت عليه مع شهقاتها المرتفعة تسأل نفسها وهي تقلب بين الصور وترى كيف هنا كانت نظرات الحب والحنان ومنذ لحظات نظرات جليدية لا يوجد بها أي مشاعر
أما عنده بعد خروجها اتجه إلى غرفة ثيابه وارتدى ملابسه بجسد فاقد لجميع حواسه كل ما يشعر به أنه يريد تحطيم كل مايقترب منه بذاك الوقت
دقائق وهو يحاول السيطرة على نداء قلبه الذي يحاربه بدقاته العڼيفة أن يخترق كل الحواجز بينهما حرب شعواء صماء ټحرق داخله بين صفع قلبه والتحكم بنبضه وبين عقله الذي يجزع من نبض القلب
زفر پاختناق ليتجه إلى جهازه يجذبه ويجلس فوق فراشه قام بحفظ بعض المعلومات التي توصل إليها ثم رفع هاتفه ليرد أحدهما بعد قليل
أيوة ياباشا آسف الفون كان بعيد
إخلص قول اللي عندك
اسمعني ياباشا وصلت للست اللي حضرتك بدور عليها استمع إليه باهتمام
الست اسمها إسراء متجوزة في العين السخنة جوزها شغال في المينا عندها ولد وبنت الولد محامي لسة تحت التدريب والبنت ثانوية عامة ليها أخ وحيد مسافر أبوظبي
إبعت لي عنوانها
حاضر لحظة وهاتلاقيه عندك
بالأسفل قبل قليل
دلف إسلام من باب المنزل استمع إلى هرولة غادة على الدرج توقف أمامها
مالك يادودي أشارت إلى الأعلى
إلياس وميرال بيتخانقوا لازم أعرف بابا خلاهم يفصلوها من الشغل
ربت على كتفها يشير إلى الأعلى
طيب اطلعي إنت حاولي تهديهم أنا ماينفعش أدخل استدارت هاتفة
طيب بسرعة تحرك إلى غرفة مكتب والده رفع يده ليطرق فوق الباب ولكنه توقف حينما استمع إلى بكاء فريدة
إلياس مش ابنك إزاي
دقائق يستمع إلى حديثهم بذهول حتى شعر بدوران الأرض وكأنها تسحب من تحت قدميه تراجع سريعا للخارج محاولا سحب أنفاسا معتدلة حينما شعر بارتفاع أنفاسه التي تزداد كالمتسارع
بالداخل توقف مصطفى
واتجه إليها يرفعها من فوق الأرضية ولكنها دفعته بعيدا وهرولت للخارج ودموعها تفرش الأرض أمامها قابلها إلياس على الدرج رفع رأسه إليها بعدما استمع إلى شهقاتها توقف يطالعها بتدقيق شعرت بوجوده فرفعت عينيها إليه وتقابلت العيون للحظات لا يعلم لماذا خفق قلبه إشفاقا على دموعها لم يشعر بنفسه وتحرك مقتربا منها متسائلا
إنت كويسة!
كانت تسبح بعينيها تتفحصه بلهفة أم تناست كل شيئ وكأن العالم اختفى من حولها ولم يتبق سوى وليدها اقتربت خطوة وعينيها متعلقة بعينيه إلى أن وصلت إليه حاولت الحديث ولكنها لم تقو كأن
لسانها ثقل أو هربت حروفه استغرب حالتها ووجهها الذي أصبح كلوحة متفننة بالأسى والحزن
إنت كويسة! تسائل بها مرة أخرى حينما وجد نظراتها التائهة عليه هزت رأسها وابتلعت غصتها وسحبت نفسها من جواره بصعوبة كالذي ينسحب إلى غرفة إعدامه صعدت إلى الأعلى بوصول مصطفى إلى إلياس الذي يراقب صعودها
واقف كدا ليه يابني استدار إليه مقتربا
أبدا مفيش خطى من جواره إلى الخارج أوقفه والده
إلياساستدار برأسه منتظرا حديثه تراجع مصطفى إلى وقوفه وتساءل
كنت في السويس بتعمل إيه
ارتدى نظارته قائلا بنبرة باردة
شغل ياباشا قالها وتحرك للخارج دون إضافة أي حديث
بالأعلى دلفت فريدة إلى غرفتها وهوت على الأرضية خلف الباب تضع كفيها على فمها تمنع شهقاتها كلما تخيلت ماذا لو أصبح ابنها
ذهبت بذكرياتها
فلاش باك
تحركت بجوار غادة تشير إلى الغرفة التي ستمكث بها قائلة بإبتسامة عذبة
دي أوضتك هاتقعدي فيها لحد مامصطفى يشوف موضوعك
ترقرقت عيناها بالدموع هاتفة
ممكن أطلب منك طلب
أومأت لها قائلة
طبعا أكيد اتفضلي
همست بضعف قائلة
مش عايزة حد يعرف مكاني أوراقي كلها اتحرقت في بيتي كنت طالبة خدمة مش هانسهالك العمر كله
أومأت غادة منتظرة بقية حديثها وضعت ميرال على فراشها ثم اقتربت من غادة
عم بنتي لو وصلنا هايموتني أنا والبنت دا قادر وظابط كمان
يعني هيسلط كل نفوذه زي ماسلط نفوذه وأخد مني كل حاجة عايزة أغير اسم العيلة بدل فريدة عبد المجيد يعمله أي اسم تاني استدارت إلى ابنتها تشير إليها
وكمان البنت يكتبها ميرال جمال
الدين دا أهم من أي حاجة وشكرا لحضرتك وقت ماأوراقي تخلص هامشي من هنا وأدور على شغل
تنهدت غادة برهة تطالعها بشك ثم أردفت قائلة
ماعرفش مصطفى هيوافق ولا لأ بس هاقوله لكن ماتتعشميش مصطفى بيعامل ضميره أوي ماعتقدش أنه يقبل يزور
اقتربت منها وطالعتها بنظرات متوسلة مقتربة منها بملامح مټألمة
وحياة أغلى حاجة عندك يامدام ربنا يجازيكي خير دا ثواب كبير هاتعمليه وتنجيني من حاجات كتيرة
تجهمت ملامح غادة تشير إليها بهدوء
طيب نامي دلوقتي وبعد كدا نتكلم
بعد عدة أيام دلفت إليه المكتب بعد إستدعائه اليها وتوقفت على الباب فتوقف عند مقعده بهيئته التي تجعل قلبها كالمضخة خوفا من اكتشاف أمرها أشار إليها بالدخول دلفت بخطوات ثقيلة وكأنها ستساق إلى حسابها
أقعدي يامدام فريدة جلست تفرك بكفي يديها منتظرة حديثه بفارغ الصبر
أنا سألت عنك رفعت رأسها سريعا تنظر إليه بذهول فهتف وعينيه تخترق جلوسها
العنوان اللي قولتي عليه دا عنوان عمك صح
أومأت له وقلبها ينبض پعنف وكأنه سيتوقف تصنع النظر للورقة التي أمامه وتابع حديثه
فريدة عبد المجيد
توسعت عيناها حتى شعرت بخروجها من محجريها فهبت قبل إتمام حديثه
عرفت الحاجات دي إزاي
زوى مابين حاجبيه متسائلا
بتتكلمي بجد ولا بتهزري! إنت ناسية أنا ظابط وسهل جدا عليا سحبت منه الأوراق سريعا تنظر إليها بلهفة ولكن وجدتها فارغة طالعته مقتربة وهتفت بصوت أجفله
ليه تدور ورايا أنا ماطلبتش منك حاجة إنت اللي طلبت آجي هنا لحد ماأتحسن والصبح هاخد بنتي وأمشي من هنا
انكمشت ملامحه مستنكرا حديثها فڼصب عوده متوقفا وأشار بيديه قائلا بخشونة
عايزة مني أدخل واحدة بيتي من غير ماأعرف هي مين مايمكن يكون تخطيط
توقفت الكلمات على شفتيها ولم يسعفها الحديث فنكست رأسها مع انسياب عبراتها بصمت
زفر بضيق واقترب منها يشير إليها بالجلوس
أقعدي يافريدة لازم نتكلم أومأت له وجلست تفرك بردائها حمحم معتذرا
مش قصدي أشك فيكي أنا قصدي مكانتي حساسة ولازم أعرف كل حاجة عنك ماحبتش أنزل صورتك
رفعت عينيها إليه سريعا
أنا ماطلبتش من حضرتك حاجة ليه تعمل معايا كدا!
تأفف يمسح على خصلاته بضجر
أنا ظابط وفي مكان حساس إنت متخيلة لو حد زقك عليا ممكن تعملي إيه!!ماخبيش عليكي كنت رافض وجودك معانا لولا إصرار غادة وخاصة معاكي بيبي ومن غير أوراق ولا أي حاجة تستندي عليها
استدارت سريعا مرددة
شكرا لحضرتك وكتر خيرك أنا هاخد بنتي وأمشي قالتها وهمت بالمغادرة إلا أنه صاح قائلا
استني عندك توقفت بجسد مرتجف
خطا إلى وقوفها ومع كل خطوة كانت تشعر وكأن جدران الغرفة تطبق عليها خوفا من هيبته التي دبت بقلبها الړعب وصل إليها متوقفا بثبات واضعا كفوفه بجيب بنطاله
انا بعت اسأل عليكي
في السويس
شهقة خرجت من فمها مع ازدياد بكائها بنحيب حتى فقدت القدرة على التحمل فهوت على الأرضية أمامه تبكي بصوت مرتفع مما أفزع غادة بالخارج لتدفع باب المكتب وتدلف مذعورة
مصطفى إيه اللي حصل!
أشار إليها تساعدها على الوقوف حاولت غادة مساعدتها إلا أن بكاءها أفقد غادة اتزانها ليميل هو ويرفعها من ذراعيها محاولا تهدئتها
خطفوا ولادي خطفوا حياتي قالتها لتهوى بين ذراعيه مغشيا عليها بعد فترة جلست زوجته بمقابلته في المكتب
إيه اللي بتقوله دا دي شكل واحدة جاسوسة نفث دخان سجائره
وتمتم ممتعضا
هو أنا بقول هعمل التحريات
تعاظم الحزن بداخلها رافضة ماتستمع إليه اللي أقدر أقوله مستحيل تكون كذابة ولا مخادعة
أطفأ سيجارته