روايه للكاتبه نسمه مالك
اقترب منها ببطء جعلها تتراجع لا إراديا للخلف حتي اصتدم ظهرها بالحائط..
رفعت عينيها و نظرت له بذهول حين وضع ذراعيه حولها ومال بوجهه على وجهها حتي كادت أنفهما تتلامسان..
رمشت بأهدابها عدة لسمعها صوت إلهام الحنون تأذن لها بالدخول..
صباح الخير يا خالتي.. غمغمت بها إيمان بخجل و هي تقترب من صغيرها النائم بجوار الصغيرة إسراء وحملته بحذر أمام أعين إلهام التي ترمقها بنظرة عابثه وابتسامة لعوب تزين ملامحها مردفة بشقاوة..
ابتسمت لها إيمان ابتسامة حزينة جعلتها تعقد حاجبيها وتكمل مستفسرة..
مالك يا إيمان يا بنتي!.. جوزك زعلك ولا أيه..
حركت إيمان رأسها بالنفي وبدأت تبكي مردده بغصة يملؤها الآسي..
تامر مزعلنيش يا خالتي.. انا اللي خاېفة أكون بظلمه علشان كده هطلب منه يتجوز.. هو ملوش ذنب في أني مبخلفش..
أردفت بها إلهام
بهدوء وتراوي وتابعت بتعقل قائله..
يابنتي بلاش تنكشي على النكد بإيدك.. الراجل مشتكاش..
ربتت بكف يدها على ظهر محمود الصغير..
واشتري خاطرك ونفذلك طلبك لما قولتيله نتبني عيل نربيه والحمد لله بقي عندك واد زي القمر ربنا يحفظه ويباركلك فيه.. عايزه تفتحي على نفسك فتحة أنتي لا يمكن تكوني ادها ولا هتستحملي لحظة واحده تشوفي جوزك مع واحدة غيرك..
إيمان لتري أثر حديثها عليها ومن ثم نهضت جالسة بحرس مستنده على الفراش والسرير حتي جلست على كرسيها المتحرك وتحدثت بتنهيدة وهي تضغط على زر الكرسيي متجهه لخارج الغرفه..
اعقلي يا إيمان يا بنتي وحافظي على بيتك وجوزك و ابنك وخليكي هنا مع
إسراء لتصحي على ما اطمن علي خديجة و أعرف مالها هي كمان و أرجع أوام..
لا مستحيل أقدر أشوفك مع واحدة غيري يا تامر.. دا أنا أموت فيها..
قالتها إيمان محدثه نفسها و زفرت براحة عندك يا خالتي..
أنا لازم أحافظ على جوزي و ابني وواثقة ان ربنا قادر على كل شيء و بحول الله هيجبر قلبي..
طرقت على الباب بهدوء لحظات وفتح الباب لتجحظ أعين إلهام پصدمة حين وجدت هاشم هو من فتح لها..
وضعت أصابعها أسفل ذقنها ورمقته بنظرة حادة مردفة بتساؤل..
أنت بتعمل أيه هنا يا سي هاشم أفندي! ..
تنحنح هاشم بحرج و ابتعد عن الباب لتستطيع هي الدخول بكرسيها و من ثم اجابها بجرائة
كنت بطلب ايد خديجة للجواز..
ابتسمت إلهام بتساع و هي تخطي نحو الداخل وتحدثت بفرحة غامرة حقيقة قائله..
يا ألف نهار أبيض يا ألف نهار مبروك! ..
قطعت حديثها وشهقت بقوة حين رأت خديجة مستلقية على الفراش فاقدة الوعي ضړبت على صدرها بكف يدها ونظرت ل هاشم و تحدثت بجدية مصطنعة وقد قرأت كل ما دار بينهما بذكائها..
أنت سلخت قبل ما تدبح زي بوحة ولا أيه يا هاشم أفندي!..
نظر لها هاشم بعدم فهم فتابعت هي بنفاذ صبر..
قصدي دخلت قبل ما تعقد على البونية ولا أيه يا إنسان الغاب طويل الناب أنت!..
هاشم بتوتر فشل في إخفاءه من شدة قلقه على جميلته الرقيقة خديجة.. لا والله يا ست إلهام أنا كنت بصالحها عن سوء الفهم اللي حصل إمبارح ولسه هبوس خدها راحت واقعه مني ومش راضيه تفوق ..
ابتسمت إلهام ابتسامة تظهر جميع أسنانها مردده.. تبوس خدها!!.. يعني ملحقتش حتي يا عيني!..بسكوتة نواعم خالص خديجة..
أخرج هاشم هاتفه من جيب سرواله و تحدث وهو يطلب إحدي الأرقام.. أنا هكلم دكتورة الفندق تطلع تكشف عليها ..
ضيقت إلهام عينيها وهي تنظر ل خديجة بتمعن وتحدثت بمكر قائلة..
مافيش داعي لدكتورة يا سي هاشم..
غمزت له مكملة..
صالحها أنت بس تاني و هي هتقوم تقف وتبقي زي الحصان..
انبلجت شبه ابتسامة علي ملامح هاشم حين تفهم مقصد إلهام وتحدث بجدية زائفة قائلا..
تصدقي عندك حق يا مدام إلهام..دا أنا هصالحها حالا..
قالها وهو يسير تجاه خديجة التي انتفضت فجأة جالسة وتراجعت لأخر الفراش سريعا مرددة بخجل شديد..
خلاص أنا فايقة ومش عايزة حد يصالحني..
إلهام بعبث.. ايوه كده يا خديجة يا أختي فوقي كده لسه بدري على السخسخة دي..
نظرت ل هاشم الذي يرمق خديجة بنظرة عاتبة بسبب ما سببته له من خوف عليها..
يبقي اتجوزها يا سي هاشم على بركة الله..
غمغمت بها إلهام و بعدها أطلقت سيل من الزغاريط..
أيه دا يا إلهام.. جواز أيه بس اللي اتجوزه وأنا في العمر دا!..
قالتها خديجة بنبرة مرتجفة ..
حتي لو أنا وافقت يا إلهام معتقدش ان فارس ممكن يوافق..
هاشم بلهفة.. أنا طالب أيدك من فارس بقالي أكتر من شهر يا خديجة وهو موافق وقالي الرأي في الأخر رأي ديجا.. لازم هي كمان توافق..
حركت خديجة رأسها بالنفي وبدأت تبكي وهي تقول..
لا طبعا فارس مستحيل يوافق.. هو بيقول كده علشان يشوف رد فعلي أيه وهقبل اتجوز وأبعد عنه ولا لاء.. أنتو متعرفوش هو متعلق بيا اد ايه و لما كان بيجيلي عريس وهو صغير كان بيحزن اد ايه ويفضل حبيبي يعيط ولا بياكل ولا بيشرب..
اجهشت في البكاء وتابعت بأصرار..
مستحيل أكسر قلبه واسيبه أنا كمان و اتجوز.. أنا أمه اللي ربته وهفضل جنبه ومعاه لحد ما اشيل ولاده على ايدي زي ما شايلته وهو صغير..
......................................سبحان الله .........
..داخل يخت ساحرة الفارس..
تجلس إسراء على مقعد طاولة
الزينة داخل غرفة الملابس الخاصة بها.. تتابع عهد التي تساعدها لتغير ثيابها المبتله..
تحبي أساعدك وأنتي بتاخدي شاور يا إسراء ..
قالتها عهد بود وهي تعطي لها ثيابها و تساعدها على النهوض..
شكرا يا عهد.. تسلميلي يا حبيبتي.. أنا تعبتك معايا..
نظرت لها عهد بعتاب وتحدثت بود قائله..
أيه اللي بتقوليه دا بس يا إسراء!!.. أنا قولتلك إني بحبك زي أختي.. يعني مافيش تعب ولا حاجة ولو مكسوفة مني ..
دفعتها برفق على المقعد ثانيا و سارت نحو الخارج مكمله..
هخرج أنا وابعتلك جوزك يساعدك أفضل..
غمزت لها بشقاوة مكملة..
و أحلى كمان..
أردفت إسراء بلهفه.. طيب تعالي غيري هدومك المبلولة دي الأول لتاخدي برد يا عهد..
ابتسمت لها عهد وهي تقول بخجل..
متقلقيش عليا.. أنا وغفران
هنعوم سوا شوية..
بادلتها إسراء الإبتسامة متمتمة..
ربنا يسعدكم يا حبيبتي..
يارب يا إسراء ويفرحكم أنتي كمان و يرزقكم ببيبي جميل خالص زي مامته كده..
أمنت إسراء على دعائها بقلبها قبل لسانها..
بينما أنهت عهد جملتها وتابعت سير نحو باب الغرفة و همت بفتحه.. ليسبقها فارس الذي فتح الباب فجأة
جعلها تشهق بخفوت مرددة..
كويس إنك جيت.. أنا كنت جاية أنادي عليك حالا ..
إسراء فيها حاجة! .. قالها فارس وهو يندفع نحو الداخل بهرولة ويبحث عن زوجته بلهفه حتي وجدها تحاول النهوض بضعف فقطع المسافة بينه وبينها و بغمضة عين أصبحت إسراء داخل حضنه يضمها لصدره.. بل يعتصرها بين ضلوعه لعلها تهدأ من دقات قلبه المتسارعة وتعيد له أنفاسه المسلوبة من شدة خوفه و فزعه من فقدانها..
أنتي كويسة صح ..
انسحبت عهد على من الكسر..
وأسرع بجلب منشفة أخري وجلس خلفها جعل ظهرها مقابل صدره وبدأ يجفف خصلات شعرها الحريرية برفق ويستنشق عبقها بستمتاع متمتما..
امممم تجنني يا بيبي..
إحنا محسودين تقريبا.. مش عارف مين راشق عينه في شهر العسل بتاعنا!!..
همهمت إسراء بصوت خاڤت وهي تهمس بضعف وصوت ناعس..
عندك حق.. أنا فعلا محسودة عليك يا فارس..
الټفت برأسها ونظرت له نظرة هائمة تتأمل بها ملامحة الوسيمة.. ومحظوظة بيك و بحبك وبموت في كل حاجة فيك يا فارس ..
يوما جديد يحمل بين طياته الكثير من الأحداث..
داخل يخت ساحرة روبها الحريري الأبيض الملقي على طرف الفراش وارتدته قبل أن تغادر السرير..
أخذ منها الأمر لحظات قبل أن تهب واقفة وتركض بندفاع نحو المرحاض عندما شعرت بحاجتها للتقئ..
فاااارس..
صړخت بها أثناء تقيؤها أطلقت آهه حادة وانتفض جسدها بقوة تناثرت حبات العرق على جبينها وبرغم كل هذا انبلجت ابتسامة على ملامحها المتعبة وتابعت بضعف قائله..
بشړة خير..
بينما كان فارس يسبح كعادته
كل صباح زحف القلق لقلبه فجأة عاشق هو و بإمكانه الشعور بساحرتة أثناء تعبها حزنها وحتي فرحها..
خرج من المياه سريعا و سار نحو غرفته بخطوات مسرعة فتح الباب واندفع نحو الداخل يبحث عنها بقلبه قبل عينيه عندما وجد فراشهما خالي مردفا..
إسراء أنتي فين حبيبتي!..
كانت تخرج من الحمام بخطي متثاقلة
ضيق عينيه وهو يراها تقترب منه ببطء وجسدها يتمايل بوضوح وكأنها على وشك السقوط..
مالك يا إسراء.. انتي دايخة! ..
رفعت رأسها ونظرت له بابتسامتها الفاتنة ليلاحظ هو شحوب وجهها الشديد فضيق عينيه وهو يقول بقلق..
إسراء فيكي أيه يا روحي!.. شكلك مش طبيعي!..
أنا كويسة.. قالتها وهي تداعب أرنبة أنفه بأنفها بعدما وقفت على أطراف أصابعها رفعت يديها وسارت بها على عضلات بطنه السداسيه البارزة صعودا بصدره ورقبته حتي استقرت على وجنتيه
أحتضنت وجهه بين كفيها وتابعت بفرحة غامرة ملئت عينيها بالعبرات..
بس شكلي كده.. حامل منك..
جمدت ملامح وجهه و رمقها بنظرة خالية من المشاعر للحظة أنقبض قلبها وهي تري رد فعله على خبر حملها الذي
استقبله ببرود
ازداردت ريقها بصعوبة حين شعرت بتصلب جسده حين ضمھا له بقوة أكبر..
نظرت لعينيه بتفحص تحاول قراءة ما يدور بذهنه وهمست بتوتر مرددة..
فارس أنا لسه متأكدش.. هتأكد أكتر لما اعمل تحليل ډم..
أمسكت كف يده وضغطت عليه برفق مكمله بنبرة راجية..
و لحد ما نتأكد ممكن متقولش لأي حد خالص..
اطمني يا بيبي أنا مش هقول لحد خالص..
قالها فارس بملامح مريبة عجزت إسراء عن فهمها..
الحمد لله
.. داخل مصحة لعلاج الإدمان..
تصرخ ديمة پجنون وتتحرك بهسترية على الفراش المقيدة به بأحكام جعلت والدها عباس يطبق جفنيه پألم كمحاوله منه لكبح عبراته على حالة ابنته وما وصلت إليه..
هاتلي حقي من فارس يا بابي.. مش هتعالج إلا لما ټحرق قلبه زي ما
حړق قلبي..
قالتها ديمة
بأنفاس لاهثة من بين صړختها الحادة..
أطلق عباس زفرة نزقة من صدره وتنهد بتعب مردفا بنفاذ صبر..
يا بنتي محدش من رجالتي عارفين يوصلوا ل فارس ولا لمراته.. مأمن نفسه على أعلى مستوي بأكفأ الحرسات..
التمعت أعين ديمة بفكرة حمقاء راقت لها كثيرا فبتسمت بشړ وهي تقول..
يبقي خديجة.. مۏتها يا بابي.. بمۏت خديجة فارس هيتقهر واحتمال ېموت وراها لأنها تعتبر كل عيلته..
ابتسم عباس هو الأخر بخبث و حرك رأسه لها بالايجاب ومن ثم أخرج هاتفة من جيب سرواله وطلب إحدي الأرقام لحظات واتاه الرد فتحدث بأمر قائلا..
خديجة الدمنهوري.. نفذ الليلة..
لا إله إلا الله
خديجة..
تجلس على الشاطئ تتأمل صفاء المياه الزرقاء بشرود أمام أعين هاشم الهائمة بها عشقا تلك الرقيقة صاحبة القلب الماسي التي أصرت على موقفها برفض الزواج منه و فضلت فارس عزيزها الغالي عليه و حتي على نفسها كما تفعل