الخميس 05 ديسمبر 2024

قصة بركه بقلم محمد شعبان

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

زي ما انت شايف راميين امهم كده على باب السيدة تاخد لقمة من ده على حسنة من ده دي حتى بتنام في مكانها ماهي عشان مشيت ورا الوسواس فقدت أعز الناس.
لما وصل لحد هنا بصيت للست اللي لقيتها باصة للسما وهي بتكلم نفسها ضړبت كف بكف وانا صعبان عليا حالها بصراحة..
لا حول ولا قوة إلا بالله.. ربنا يرحم بنتها يارب طب والتاني ده بقى حكايته ايه!
بص لي عم بركة وقال لي..
التاني اللي على يمين ام نعمة ده بقى حكايته حكاية.. يتبع
ده الجزء الأول من قصة بركة.. 
محمد_شعبان
بركة
٢ 
لما وصل لحد هنا بصيت للست اللي لقيتها باصة للسما وهي بتكلم نفسها ضړبت كف بكف وانا صعبان عليا حالها بصراحة..
لا حول ولا قوة إلا بالله.. ربنا يرحم بنتها يارب طب والتاني ده بقى حكايته ايه!
بص لي عم بركة وقال لي..
التاني اللي على يمين ام نعمة ده بقى حكايته حكاية ده دكتور محروس كان متجوز وعايش في قرية من قرى الريف له أخ وأخت اخوه متجوز وعايش في نفس القرية واخته متجوزة وعايشة في نفس القرية برضه بس جوزها تملي مسافر برة مصر بسبب شغله.. جوزها كان بيسافر ويسيبها بالشهور لكن المشكلة بقى ماكانتش في اخته ولا في اخوه.. المشكلة كانت في محروس نفسه لأنه كان بيشتغل دكتور نسا في مستشفى الجامعة اللي تابعة ليها القرية بتاعته وفي نفس الوقت كمان كان فاتح عيادة في البلد بس لأنه كان فاتح العيادة في بلد ريفية فأهلها ماكنوش بيصدقوا اوي في الطب والكلام ده يعني اي واحدة كان بيبقى عندها مشكلة سواء في الخلفة او غيره كانت بدل ما تروح لدكتور محروس كانت بتروح لدجال يعملها عمل عشان تخلف لو مابتخلفش او عشان حياتها مع جوزها تتعدل لو كانت ملخبطة فبالتالي كان محروس دكتور اه وله قيمة وسط الناس لكنه في الحقيقة ماكنش مرتاح في حياته بسبب قلة الفلوس ماهو مرتبه من مستشفى الجامعة على الكام جنيه اللي بيجوله من العيادة اللي ماحدش بيعبرها ماكنوش كفاية عشان يعرف يعيش حياة مرتاحة هو ومراته وعياله فمع الوقت وقلة الفلوس وضيق الحال ابتدى يظهر على محروس علامات الضيق والفقر لحد ما في يوم من الأيام ووقت ما محروس كان موجود في مستشفى الجامعة جه دكتور للقسم اللي هو بيشتغل فيه الدكتور ده كان اسمه دكتور غريب كان جاي يشرف على حالة كام يوم وهيرجع القاهرة من تاني فلما قابل محروس وشاف شكله المتضايق ولبسه اللي بيدل عن إن مستواه المالي ضعيف بص له بابتسامة خبيثة وقال له..
مالك يا دكتور.. شكلك مش عاجبني من أول ما جيت القسم وانا شايفك على طول متضايق ومخڼوق وبتزعق كتير اوي... انا حاسس إن في حاجة مش مريحاك في حياتك
قعد محروس قصاده وحط وشه في الأرض...
معاك حق يا دكتور غريب انا فعلا حياتي مش مظبوطة الملاليم اللي باخدهم من المستشفى هنا على الكام ملطوش اللي بيدخلوا لي من العيادة اللي ماحدش بيعبرها لأننا في قرية وبالنسبة لهم عيادة دكتور النسا زي الخمارات مابيقضوش مصاريفي لا انا ولا مراتي ولا عيالي الحالة بقت صعبة اوي يا دكتور.. وإن جيت على نفسي النهاردة واستلفت من فلان هيتريق عليا ويقول في ضهري.. مش عيب يبقى دكتور وملو هدومه كده ومش لاقي يوكل عياله وحتى لو سلفني وماتكلمش عليا في ضهري فانا مش هعرف ارد الفلوس اللي استلفتها دي وهبقى محتاج كمان استلف تاني.. انا حقيقي تعبت وبفكر اسيب البلد واهج على القاهرة بس مراتي وعيالي مانعيني.. انا خاېف عليهم دول مايقدروش يعيشوا برة البلد اللي اتعودوا عليها وعلى أهلها ومدارسها انا تعبت يا دكتور.. تعبت ومابقتش عارف اعمل ايه
لما دكتور محروس قال للدكتور غريب كلامه ده وشرحله حالته قرب منه الدكتور غريب وقال له وهو بيطبطب على كتفه..
ولا تشيل هم.. انا عندي الحل
بص له محروس بعيون بتلمع وقال له بلهفة..
الحقني بيه الله يباركلك الحقني بيه قبل ما حياتي تبوظ اكتر من كده وابقى شحات ومادد إيدي للي يسوى واللي مايسواش
قعد غريب قصاده وقال له...
سهلة... اعمل زي ما انا عامل انا عندي عيادة كشف.. دي اللي الناس عارفاها وفي نفس الوقت عندي عيادة تانية مستخبية عيادة شمال بشتغل فيها بأسم غير إسمي
برق له محروس وسأله..
عيادة شمال ازاي يعني!
فشرحله غريب..
عيادة إجهاض العيادة دي واخدها في مكان بعيد عن بيتي وكمان بعيد عن عيادتي الأصلية وحياتي كلها ومش بس كده.. ده انا كمان مسمي نفسي بأسم تاني غير أسمي الحقيقي يعني الدكتور غريب اللي كل الناس عارفاه بنساه اول ما بدخل عيادة الأجهاض وبخلي الممرضة اللي بتشتغل معايا تندهلي بأسم دكتور عواد وقبل بس ما تسألني عن اي حاجة.. خليني اقولك إن انا بكسب منها ملايين الواحدة من دول تيجي تجهض عندي ووراها تجر جيش من معارفها ده غير كمان إن انا معظم الوقت ببقى لابس كمامة وقت الكشف وبتبقى مغطية معظم وشي عشان يعني ماحدش من الستات اللي بيجوا لي يعرف شخصيتي بس حتى لو عرفوا يعني.. عادي هم كده كده مستحيل يقعوا في سكتي وقت ما بكون الدكتور غريب مش دكتور عواد زي ما هم عارفين
سرح محروس لدقايق دماغه فضلت تودي وتجيب كلام غريب كان كلام مقنع بالرغم من إنه غلط وحرام ده يعتبر بدون وجه حق وفضلت دماغ محروس تودي وتجيب وهو ساكت لحد ما قام غريب وقبل ما يسيبه ويمشي قال له بمكر..
فكر.. خد وقتك وفكر بس لو الفكرة عجبتك ماتتردتش تنفذها انت مش هتعمل حاجة حرام.. انت هتكسب كتير اوي وفي المقابل هتخلص البشرية من عيال ولاد حرام ممكن يعملوا في الدنيا دي بلاوي لما يكبروا او يفضلوا عايشين طول حياتهم بوصمة عار مش هتفارقهم إلا مع دخولهم القپر
قال غريب كلامه ده وساب محروس لأفكاره.. محروس اللي فضل الموضوع شاغل دماغه حتى بعد ما غريب خلص شغله في الحالة اللي كان جاي يتابعها ورجع للقاهرة لكن مع الوقت ومع ضيق الحال على محروس ابتدى ياخد الموضوع بجدية وكمان بدأ في تنفيذه راح لبلد بعيدة شوية عن بلده وخد فيها أوضة إيجار في مكان متطرف وبعلاقاته مع الممرضين والممرضات.. ابتدى يتعامل مع حالات إجهاض في العيادة البعيدة اللي خدها وحالة ورا حالة لحد ما اتعرف الدكتور محروس بأنه بيعمل عمليات إجهاض بس الحقيقة يا ابني كل اللي كانوا بيجهضوا عنده ماكنوش يعرفوا إن اسمه محروس هم كانوا يعرفوه بالأسم اللي سمى نفسه بيه دكتور عواد.. وده كان نفس الأسم اللي قال له عليه دكتور غريب ومرت الأيام والشهور.. ودكتور محروس مفهم مراته إنه نزل شغل جديد في مستشفى خاصة بعيدة عن البلد وعشان كده ډخله زاد وكمان بقى بيتأخر في شغله كتير وفضل محروس على الحال ده فلوسه بتزيد وزباينه الشمال بيكتروا.. لحد ما في يوم وهو قاعد في عيادة الإچهاض دخلت عليه الممرضة وقالتله إن الحالات كلها خلصت وماتبقاش غير حالة واحدة بس الحالة دي جاية مع راجل وعايزة تجهض وقتها رد عليها محروس وقال لها دخلي الراجل الاول عشان اتفق معاه على الفلوس فدخل الراجل اللي اتكلم مع الدكتور محروس وقال له إن اللي معاه دي تبقى ست متجوزة بس جوزها مش عايش في مصر وهو يعني راجل من القرية اللي فيها العيادة الشمال بتاعة محروس والست دي من قرية بعيدة عنهم شوية.. فهو اتعرف عليها وهو بيخلص مصلحة في القرية دي وحبها وحصلت ما بينهم علاقة بقت حامل بسببها والمفروض إن العيل ده ينزل عشان جوزها او أهلها او اهله لو عرفوا إنها بقت حامل وهو مسافر احتمال فهز له محروس راسه بالموافقة واتفق معاه على الفلوس وقال له دخل الحالة بعد طبعا ما شاف نتيجة التحاليل والأشعة بتاعتها بس لما الست دخلتله اتجمدت في مكانها ومحروس هو كمان فضل مبرق لها وهو مصډوم فضلوا على الوضع ده لدقايق لحد ما الست طلعت تجري من العيادة وهي بتصرخ وقتها بص له الراجل اللي كان معاها وسأله عن سبب اللي حصل ومع سؤاله فاق محروس من التوهة والصدمة اللي كان فيهم وفضل يضرب فيه وهو بيقوله إن الست دي تبقى أخته.. جري الراجل او عشيق اخته ده من تحت إيده بالعافية وهرب ومن وقتها وهو محروس مابقاش محروس.. خرج ليلتها من العيادة وهو هيتجنن راح جري على بيت اخته اللي مالقهاش فيه طبعا البيت كان فاضي واخته كانت سايبة العيال عند حماتها وفضلت من وقتها اخته غايبة لحد ما عرفوا بعد كده إنها ماټت او اڼتحرت يعني لما لقوا جثتها في النيل بعد كام يوم ومن وقتها يا ابني وهو انعزل.. لا بقى بيروح شغله ولا بقى بيتكلم مع حد اټجنن من بعد اللي حصل لاخته ومن بعد فضيحته هو وأهله لأن الحكومة قالت إنها كانت حامل لما اڼتحرت وطبعا جوزها كان مسافر فالبلد كلها عرفت إنها اڼتحرت لأنها ست خاېنة وحملت من راجل غير جوزها لكن محروس بقى وقتها حس إنها رسالة له.. رسالة مضمونها كما تدين تدان ومن ساعتها وهو بقى مجذوب خرج من بيته اللي في البلد وراح ركب محطة القطر وساب الدنيا ومشي جه هنا قصاد مسجد السيدة ورفع إيده للسما ودعا ربنا إنه يسامحه ويسامح اخته واهو.. لحد النهاردة زي ما انت شايف كده عقله خف لما رفض الدنيا اللي كان عايشها وسابها وجه هنا.
لما عم بركة وصل لحد هنا بصيت للراجل الأخير وسألته..
طب والأخير يا عم بركة.. حكايته ايه!
بص بركة للأخير وابتدى يحكي لي حكايته..
ده بقى حكايته حكاية إسمه عبد الصبور.. لكنه ماكنش صبور أبدا من بعد ما اتجوز مراته بكام شهر ولقاها ماحملتش اټجنن.. زن أهله وأهلها عليه خلوه يلف عند الدكاترة والمشايخ وكلهم قالوا له إن هي وهو مافيهمش أي حاجة ولا معمول لهم أي عمل هي بس مسئلة وقت وربنا هيرزقهم.. بس لأن الأنسان بطبعه مستعجل وتملي بيجري ورا رزقه زي الۏحش ما بيجري ورا فريسته فعبد الصبور الشاب الغلبان اللي بيشتغل مبيض محارة وعايش في حي شعبي من أحياء القاهرة حياته اتقلبت.. بقى على طول متضايق ومخڼوق معظم الوقت بقى يسيب البيت ويقعد على القهوة اللي متعود يقعد عليها مع

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات