الأحد 01 ديسمبر 2024

روايه للكاتبه سهام صادق

انت في الصفحة 26 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز


خلصت المؤتمر الطبي جيت علطول
فأبتعدت عنه تعبس بملامحها 
خدني معاك بعد كده 
ليضحك وهو يراها بتلك الهيئه
حاضر 
كلمه حولت شعورها لتبتسم وعادت ټدفن نفسها بين احضانه 
عارفه انك بتضحك عليا بس انا هعمل عبيطه واصدقك 
لتعلو ضحكاته وهو يشعر وكأنه عاد لوطنه وطنه الذي وجده معها 
تجمدت يداه على هاتفه بعد أن سمع ما أخبره به شريكه 

فريد الصاوي رفض انضمام شركتهم لمجموعته الخاصه بمجال المعمار والإنشاء كانت فرصه ذهبيه ولكنها ضاعت والسبب يعرفه تماما من أجل زينه من أجل زوجته 
ونظر لزوجته التي تقترب منه وتحمل فنجان قهوته
مالك يامازن 
ليرمقها بنظرات جافه ونهض من فوق الاريكه يدفعها بذراعه ويترك لها المكان فسقط فنجان القهوة ليتناثر محتواه كما سقطت دموعها 
فهذا هو الرجل الذي أخذته من صديقتها حب دفعت ثمنه 
مازن لم يحبها هو لا يعرف غير قانون واحد البحث عن الربح حتي في المشاعر تزوجها لمكانه عائلتها ليس أكثر 
تركت له نفسها وانجرفت وراء مشاعرها ليتزوجوا بعدما ضاع كل شئ لتشرد في اول ليله لهم وصدي كلماته مازالت عالقة بروحها الجريحة
اوعي تعملي نفسك عروسه ومكسوفه ما كل حاجه اخدتها منك قبل الجواز 
في إحدى قاعات الزفاف كان الكل يلتف حول العروس ويراقصوها بحريه فلا رجالا معهم اليوم استنكر البعض 
الفكرة ان يكون العرس منفصلا ولكن فارس فعلها لنجاة بعد أن طلبت منه ذلك 
نظرت إيمان إلى والدتها وهي تضحك وتشير نحو زينه التي تقف تراقص نجاة بسعاده 
شايفه زينه ياماما لو فريد بس موجود كانت الليله هتقلب عليها 
فأبتمست امينه وهي تطالعهم
خليها تفرح وتتبسط
لتنظر إيمان جانبها فتجد صغيرها يجذبها من فستانها بعد ترك حماتها السيده فوقية لتضحك والدتها عليها 
ابنك عايز يرقص خديه يرقص ياايمان وناديلي خالتك قوليلها كفايه رقص
حاضر ياماما انا مش عارفه متعبوش من الرقص 
وبعد دقائق كانت امينه تحدق بأبنتها التي كانت منذ قليل تستاء من الأمر اما الان تقف بينهم وتتراقص وصغيرها يصفق لها 
لتشعر بلمسه حانية على كتفها فألتفت لتبتسم بسعاده 
تعالى يا نادين ياحببتي 
قبلتها نادين علي خديها بحب وجلست جانبها وهي ترى تلك العائله وكأنها عائلتها التي أعطتها لها الايام 
ضحك أحمد بخفه وهو يسمعها تحكي له عن والدتها في العرس
والله كوكو ديه ست فرفوشه لا انتي ولا شهد طالعين ليها إيمان هي اللي طلعالها 
فعبست سهر بملامحها وهي تسأله
يعني انا نكديه يااحمد 
ليقهقه بصوت صاخب وهو يحتضنها
انا قولت كده 
ومال نحوها يغمز لها بوقاحة 
ده انتي حببتي حببتي 
وضاعت مع كلمه حبه ليغمرها بعاصفته
ضحكت امينه على فعلت ابنتها وهي تعطي شقيقها الفيديو الذي ترقص فيه زينه معها لينظر لزينه التي وقفت خلف والدته كالقط المذعور 
مين ديه 
فنظرت سلمي له 
انا ومراتك إيمان هي اللي صورتنا وقالتلي نفرج فريد الفيديو 
لتهتف زينه بصياح 
هما يافريد اللي قالولي ارقصي حتى اسأل ماما 
لتحرك امينه رأسها له وهي تكتم ضحكاتها 
ايوه يافريد
فأقترب فريد منها وصړخ بها
على فوق 
فأندفعت راكضه نحو شقتها فنظر لشقيقتيه اللاتي يكتمان ضحكاتهم ويتهامسوا 
الله يرحمك يازينه 
وانصرف هو الآخر فوكظه امينه ابنتيها 
ده هزار ده
لتضحك سلمي وهي تقبل والدتها 
زينه طيبه من خروجه حلوه هتنسي ولا ايه ياايمان 
فضحكت إيمان هي الأخرى مؤكدة على فكرة شقيقتها
بكره ناخدها نفسحها ونجبلها الاكل اللي بتحبه واه علقھ تفوت ولا حد ېموت 
لتركض امينه خلفهم 
طب انا بقى اللى هاخد حق زينه 
حاصرها بين ذراعيه لتتشبث بالجدار خلفها تنظر اليه بتوتر
اسمعني وانا هفهمك الدكتور قالي كل ما ترقصي الفتره ديه اكتر هتولدي بسرعه 
ليحرك حاجبيه وهو يميل نحوها أكثر 
ده كلام الدكتور قولتيلي
واخذ يتذكر لها اليوم الذي طلب منها أن ترقص له كمجرد مزاح 
طب لما طلبت منك ترقصيلي قولت ليه مبعرفش 
فنطرت إليه وابتلعت لعابها تفكر في كڈبة مقنعه
انا هفهمك 
فضحك وهو مستمتع بذعزها 
هتفهميني تاني فهميني يازينه انا سامعك 
وفك حصارها ولكن عاد يحصارها ثانيه وهو يضحك بعدما كادت تفر من امامه
يافريد ده فرح والكل كان بيرقص وكلنا ستات مع بعض 
لتتسع عيناه وهو يسمعها
تصدقي اقنعتيني طيب ما ترقصيلي يازينه 
قالها ليتلاعب بها قليلا
فأتسع بؤبؤ عينيها ورفعت حاجبيها واخذت تحرك رأسها معترضه 
ابدا انت لاء
تعالت ضحكاته بقوة فأنتهزت تلك الفرصه لتهرب من أمامه 
كان يشعر بالمتعه يشعر وكأنه شخصا جديدا يمازح ويضحك وېعنف قليلا ثم يراضي 
ولم يقطع تلك اللحظه الجميله الا رنين هاتفه ليتفاجئ من مكالمه الطبيب المختص بحاله عدلي  
تمطأ في جلسته ونهض يفرك عنقه حانقا من تأخيرها فقد أخبرته دقائق وستعود ووقف خلف باب غرفتهما يسترقي السمع ثم ابتعد يهتف بأسمها
بتعملي ايه كل ده يانجاة 
واخذ يعد الساعات التي ضاعت
ساعه بتخلعي الفستان ساعه تانيه بنصلي وساعه بنتعشا نجاة افتحي الباب انا عايز انام خلاص
وابتعد عن الباب يزفر أنفاسه ببطئ ليسمع صوت المفتاح يتحرك بموضعه 
كان منتظر ظهورها الذي سيقتله لتلمع عيناه وهو يراها تقف كالحورية أمامه ليهمس غير
مصدقا
انا صاحي ولا بحلم 
لتخفض عيناها بخجل تدعو داخلها على إيمان واختيارها لثوبها العاړي 
لا انت صاحي يافارس وانا ملكك وليك
ليتقدم منها خطوة كالمسحور لتتراجع خطوة وقلبها يخفق پجنون وعند اللحظه الحاسمه أرادت أن تركض من أمامه الا انه قبض على يدها مبتسما 
مش بتقولي انا ليك وملكك
ولم تشعر بعدها إلا وهي ملكا له بالفعل 
وقفت أمام منزله تنظر للحديقه التي تحاوط المنزل لتجده يحمل طفله ويلقيه بالهواء ثم يلتقطه والطفل يضحك بصخب وسعاده من مداعبته
سقطت دموعها أسفل نظارتها السوداء كحال باقي ملابسها
فرغم حزنها على فراق والدها وجرحها الذي لم يندمل 
أتت للمرة الاخيره لتغلق تلك الصفحه من حياتها
فهو لم يعد يفكر بها حتى بعدما جاء اليه فريد إيطاليا ليلتقي به ويخبره بكل شئ كي يجمعهم ولكن هو أصبح رجلا آخر غير الذي أحبته 
طارق وفادي نفس الرجل ولكن أحدهم كان يرى الحب اسمي شئ أما الآخر والذي عليه الآن لا يرى الحب الا هراء والنجاح والوصول للقمه هم الأهم
وألتفت بظهرها عائده من حيث أتت فلم يعد للحديث نفع
أمسكت يده وهو يقودها لأول يوم دراسي لها بالجامعه لتكمل دراستها في تخصصها
كانت تشعر بالفخر وهو يعرفها على بعض الاساتذه فمن لا يعرف طبيب مثله
يلا ياحببتي سيبي ايدي انتي كبرتي خلاص
قالها مازحا  لتضحك على تشبثها الطفولي به ولكن المكان جديدا عليها حتى الأشخاص لا ترى نفسها منهم
يوسف خليك معايا
وأنفرجت شفتيه بضحكه وقوره وضم وجهها بين راحتي كفيه
والله انا خلصت دراسه لحد ما استكفيت يلا قطتي شاطره ومبتخافش
فوكظته بخفة على صدره فأرتد للخلف ضاحكا
حسابنا بعدين ياشوشو
لتضحك ثم فرت من أمامه بخطوات سريعه نحو اول محاضراتها
يامجنونه انتي حامل
الكل كان ملتفا نحوها بعدما عادت من المشفى بصغيرها
امينه تجلس جانبها تحتضن الصغير وتبكي وتشم رائحته 
الحمدلله عيشت وشوفت ابنك يابني
ونظرت لفارس ونجاة
عقبالك ياحبيبي
تآلمت نجاة وهي تخاف أن لا تصبح أما وتعطي فارس تلك السعاده التي تراها اليوم في عين فريد
واندفعت سلمي نحو الصغير بعدما عادت من عملها
حبيب قلب عمتو وصل بالسلامه
ضحكاتهم صدحت بسعاده حقيقيه لتسأله والدته
هتسميه ايه يافريد
لتلمع عين فريد وهو ينظر لزينه التي تفتح عيناها بتعب ثم لصغيره
عبدالرحمن
بعد مرور عام
الظلام كان يحاوط الغرفه وحلما يصارعه أحدهم لم يكن ذلك الحلم الا مقتطفات من الماضي عاد عقله لصورة والده ووالدته وصورة لبعض اصدقائه وصوره أخرى لفتاة تلوح له بيدها وصړاخ رجلا به أنه لا يليق بأبنته وسيارة تقترب منه وصړاخ اخر شريط من الماضي مر في غفوته ومع كل ذكرى كانت أنفاسه تعلو والعرق يتصبب من فوق جبينه وانتفض من نومه فزعا وهو يفتح عيناه بصعوبة
انه هو طارق وليس فادي من عاش بأسمه لما يقارب الخمسة أعوام 
لطمھا الصغير على خدها كي تتركه من ذراعيها لتهتف كاميليا 
بتضربني ياابن أحمد 
فضحكت شهد وهي تحادث والدتها عبر الهاتف 
سهر وأحمد فين ياماما 
تنهدت كاميليا بتعب من ملاحقة الصغير الذي يحبو
خرجت تتغدا بره هي وأحمد
وتركت الصغير ارضا بعد أن لطمھا ثانية 
انا مش عارفه الواد ده طالع لمين اختك كانت هاديه 
فتعالت ضحكات شهد وهي تحضر رضعة صغيرتها
اكيد طالع لأحمد 
فهتفت كاميليا بتأكيد 
انا قولت كده برضوه أمتي هتنزلي مصر يابنتي ياريتني ماجوزتك بعيد عني عايزه احضنك أنتي وبنتك
شعرت شهد بحزن والدتها فهي أيضا اشتاقت لها
وارادت اسعادها
ما انا متصله اقولك اني نازله اول الشهر ياماما 
كانت سعاده كاميليا لا توصف بتلك اللحظه ولكن قطعها الصغير الذي أسقط الفازة التي دفعت فيها مالا كثيرا عليها ولكنها أرادت أن تشتريها 
وتغلق شهد معها وضحكاتها تعلو لتتعلق عيناها بصغيرتها المتعلقه بين أحضان والدها ويهبط بها الدرج فأقتربت منه تأخذها 
حبيبت ماما اكيد جوعتي 
فداعب يوسف رأس صغيرته التي تشبهه تماما 
هي جاعت وابوها كمان جاع 
لتعلو ضحكاتها مجددا وكأن هذا اليوم هو يوم الضحك معها
سقط ثم نهض يركض نحو والده وقبل أن يلتقطه بين ذراعيه ليلقيه كالعاده لأعلى سقط الصغير أرضا لتضحك امينه عليه بعدما ركضت نحوه بطعامه 
زينه وسلمى لسا مرجعهوش 
لتنظر الصغير ضاحكه وقد خبئ وجهه في كتف والده بعد ان حمله حتى لا يتناول طعامه 
لا ياحبيبي ما انت عارف اختك مطلعه عينيها عشان تشتري حاجتها ياا مش مصدقه انها كلها أسابيع وتتجوز 
لتدلف سلمي وزينه معا تلك اللحظه فتركض سلمي نحو شقيقها 
فريد هقولك على خبر يفرحك 
فأندفعت زينه نحوها تضع بيدها على فمها ولكن الكلمه قد خرجت وانتهت المفاجأة
زينه حامل 
لتضع امينه يدها علي فمها بسعاده وهي لا تصدق سترى طفلا اخر لابنها 
دلفت نجاة لغرفته بالمشفي وهي تشعر بالحماس فاليوم ستعرف نوع طفليها 
لتتجمد نظراتها علي المرأة والرجل الذي معها لم تكن المرأة إلا زوجته والرجل هو طليقها 
برودة دبت في اوصالها ليهتف الواقف 
نجاة 
تعجب فارس من معرفتهم ببعضهم وقبل أن يسأل عن شئ اقتربت نجاة منه تحتضنه 
عطلتك ياحبيبي 
فنظر فارس إلى الرجل الذي ألتف نحوهم ثم غادر خلف زوجته مطأطأ الرأس  فقد اتي اليوم مع
زوجته للفحص بعد ان اخبرهم احد اقاربهم عن ذلك الطبيب الماهر في تخصصه
انتي تعرفيهم يانجاة
فأغمضت عيناها وهي تلمس بطنها تتذكر يوم طلاقها 
ده كان طليقي 
نهضت
من فوق مقعدها ببذلتها العمليه الانيقه تنتظر الضيف الذي لم يرد أن يصرح عن هويته لسكرتيرتها 
طرقت بحذائها ذو الكعب العالي على الأرض وهي تقف تطالع باب غرفة مكتبها المغلق 
وانفتح الباب لتهتف بثقل 
طارق 
فأبتسم طارق وأقترب منها يهتف بلهفة وشوق
ايوه يانادين طارق مش فادي النويري
حكايه مر فيها كل شئ حزن وسعاده كسر وجبر خذلان وايد تسند وتمحي الآلم 
امسك يدها يتجه بها نحو احد الطاولات بعدما باركوا لنادين وطارق علي زواجهم 
وازاح لها مقعدها ليجلسها كالأميرات فأبتسمت بدلال 
فريد متكسفنيش 
وجلس جوارها يضحك على خجلها حين يغدق عليها بحنانه أمام الناس 
بدلعك ياحببتي مدلعش يعني وبعدين تيجي تقوليلي فين الاهتمام والدلع بتاع زمان 
فنظرت إليه ثم مالت نحوه بغنج 
لو مكنتش انت هتدلعني مين هيدلعني 
فضحك بقوة وهو يطالع الجالسين حولهم 
زينه نلم نفسنا ياحببتي وبلاش الجنون اللي بيظهر فجأه ده ما انتي من لحظة كنتي مكسوفه 
فألتصقت به أكثر ورفعت يدها نحو رابطه عنقه تتظاهر في أحكام ربطها
له ولكنه كان يفهمها 
فنهض وجذبها من يدها ثم سحبها خلفه برفق 
يبقى كده نروح بيتنا احسن
تمت بحمدالله 
بقلم سهام صادق

 

25  26 

انت في الصفحة 26 من 26 صفحات