ايدك في ايدها
انت في الصفحة 2 من صفحتين
قعدت مستغرب كلامها وبفكَّر هي جابت ده كله منين؟ وليه مقالتليش إنهم جايين!
حضنتها بحنيَّة لإن كان باين على ملامحهم إنهم مش مصدقين كلامها ولا حركاتها.. وقولتلها طول ما انا عايش عاوزك تتهني بخيري، أنا ربنا بيرزقني عشانك انتي وريم!
وبعدين حسيت بالقلة من كلامي ومن نفسي، أهلها دعوا لينا بالبركة ومشوا بس كنت حاسس إنهم مش مبسوطين لبنتهم، أول ما قفلوا الباب وراهم بعدت عني، تجاهلت كل ده وقولتلها:
" جبتي الفلوس منين؟ "
بصتلي وقالت: " بيعت الدبلة، واحد من الجيران سمع خناقنا وراح قال لأبويا فحسيت إنهم هيجوا زيارة مفاجئة ومكنش ينفع أطلعك بخيل قدامهم، أصل في الآخر هيقولولي مش ده اختيارك! "
وماله إختيارك مش عاجبك؟
ضحكت بۏجع وقالت:
عارف البنت لما بترفض كل الناس عشان راجل واحد بتبقى شايفاه وطن هتعرف تسكنه، وانا ملقتش وطني فيك، أو يمكن عمري ما حسيت بالغربة اللي حسيتها معاك، انت مبتعرفش تعيش برزق بكره وعلى طول مفكر إن الرزق النهاردة وبس ومفيش بكره، عشان كدا هيفضل رزقك قليل، كان نفسي تبقى زي ما رسمتك على الأقل كنت هثبت لأهلي إني اختارت صح، وبرغم كل ده برضو مش هطلع صورتك وحشة قدام حد حتى لو أمي نفسها.
وقفت قدامها ثابت حاسس روحي اتجمدت، كانت كل يوم بتبعد عني أكتر من الأول، بقيت أجيبلها كل حاجة ناقصاها وأسيبلها فلوس كل يوم على الترابيزة، كانت بتعمل الأكل وتاخد الفلوس وتسكت، كان لازم أحاول أرجع بيتي زي ما كان، أصل البيوت مش أكل وشرب وبس، البيوت رحمة وأمان!
بقيت كل يوم بتحايل عليها عشان نخرج سوا.. برجع من شغلي أشاركها بتفاصيلي ونقعد نفكَّر هنصرف الفلوس في إيه!
لحد ما كسبتها تاني، كان لازم أكسبها وأخليها تنتصر قدام أهلها.
أصل مفيش أصعب من إنك تختار ويطلع اختيارك غلط!
الزوجة عاملة زي التربة.
والأرض مش بتطلع أحلى ثمار غير مع المزارع الشاطر اللي بيفهمها ويحتويها.
يعني عزيزي الزوج أي شئ هتقدمه لزوجتك من حب ورحمة وفهم واهتمام واستيعاب فهو في الآخر ليك لإن محصول الحرث ده أنت اللي هتتهنى بيه في الآخر
احسنوا زراعة قلوبهم فنتائج الرحمة مُبهرة