الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

انا اب

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

أنا أب لشابين الأكبر عمره 28 سنة والأصغر 25 سنة.
عندما ولد ابني الأكبر أحمد شعرت بفرحة كبيرة به. لم أستطع الابتعاد عنه وفي بعض الأحيان أغضب زوجتي بسببه لأن قلبي أصبح ينتمي له تماما وحبه سيطر علي.
مرت الأيام والشهور والسنين وأنجبت زوجتي ابني الثاني محمد. لكن حبي لأحمد كان أقوى وأكبر ولم أتمكن من تجاوز ذلك لأحب ابني الثاني. حتى إنني لم أكن أستطيع حمل ابني الصغير. عندما كنت أخرج للتنزه كنت أذهب مع ابني الأكبر وأترك الأصغر مع زوجتي.

زوجتي كانت تحبهما بالتساوي لكني كنت أعتقد أنها مخطئة لأن ابني الأصغر كان شقيا جدا وصعب التحمل بينما كان ابني الأكبر هادئا.
إعادة صياغة لا أستطيع تذكر مرة جلست فيها مع ابني الأصغر أو لعبت معه أو أخذته إلى المدرسة. حتى عندما كان مريضا لم أكن أتولى مهمة إيصاله إلى الطبيب. على أية حال نما الأبناء وأصبح ابني الأكبر محاسبا بينما التحق ابني الأصغر بأحد المعاهد. لكن في نظري كان ابني الأصغر فاشلا بلا شك.
في يوم من الأيام تشاجر الأبناء ورفع ابني الأصغر يده على أخيه. في تلك اللحظة اڼفجر غضپي وتورمت عروقي وتصببت وجهي بالعرق. فضړبت ابني الأصغر وطردته من المنزل. على الرغم من أن زوجتي طلبت مني أن أتسامح معه وأسمح له بالعودة إلى المنزل إلا أنني رفضت وأطلقت مجموعة من الشتائم ضده.
بعد طردي لابني الأصغر ذهب ليعيش مع والدي ودرس العلوم الشرعية وحفظ القرآن. لم أكن أسأل عنه طوال تلك الفترة وكل ما كنت أسمعه عنه كان من والدي عندما يقومان بزيارتي. حتى أنا لم أكن أود رؤيته. بعد مرور بعض الوقت تزوج ابني الأكبر من امرأة تنتمي إلى مستوى اجتماعي راق لكنها لم تكن مناسبة للزواج.
عانت زوجتي بسببي لأنني منعتها من زيارة ابنها الأصغر حتى أنها لم تعد تستطيع المشي. ذهبت إلى ابني الأكبر لأشكو له مشكلتي لكنه أجاب أنها ليست ملزمة بخدمتي وأنه لا يملك الوقت لزيارتها.
في رمضان وبعد الساعة 1 صباحا شعرت بضيقة في صدري فخرجت من المنزل متجها إلى المسجد وصليت حتى أقيمت صلاة الفجر. لكن خلال تلك الصلاة شعرت براحة نفسية وخشوع تام للمرة الأولى. وكان السبب في ذلك هو القارئ الذي كان يمتلك صوتا جميلا جدا.
بعد انتهاء الصلاة بقيت جالسا وأنا أبكي حتى اقترب مني المقرئ الذي كان يصلي بنا. كان شابا وسيما ذو لحية بيضاء ناصعة. عانقني وتفاجأت من الموقف لكنني عانقته بالمثل. ثم همس في أذني قائلا إشتقت إليك يا والدي...! قال لي إنه محمد ابني الأصغر فهل لم أتعرف عليه
أخذني معه إلى منزل والدي المسنين الذي لم أكن أزورهما وكنت أنتظر منهما أن يأتيا لزيارتي فقط. وجدت أمي نائمة وأبي
 

انت في الصفحة 1 من صفحتين